وَبَينهَا وَبَين الطَّائِف إثنا عشر فرسخا ثمَّ بلغنَا نَاحيَة تسمى الثريا بهَا نخيل كثير وتزرع أرْضهَا بمياه الْآبَار والسواقي قَالُوا وَلَيْسَ لهَذِهِ النَّاحِيَة حَاكم أَو سُلْطَان فَإِن على كل جِهَة رَئِيسا اَوْ سيدا مُسْتقِلّا ويعيش النَّاس على السّرقَة وَالْقَتْل وهم فِي حَرْب دَائِم بَعضهم مَعَ بعض وَمن الطَّائِف إِلَى هُنَاكَ خَمْسَة وَعِشْرُونَ فرسخا وَبعد ذَلِك مَرَرْنَا بقلعة تسمى جزع وعَلى مساحة نصف فَرسَخ مِنْهَا أَربع قلاع نزلنَا عِنْد أكبرها وَتسَمى حصن بني نسير وَهُنَاكَ قَلِيل من النخيل وَبَيت الْعَرَبِيّ الَّذِي استأجرنا حمله فِي الْجزع هَذِه ولبثنا هُنَاكَ خَمْسَة عشر يَوْمًا إِذْ لم يكن مَعنا خفير يهدينا الطَّرِيق وَلكُل قوم من عرب هَذَا الْمَكَان ارْض محددة ترعى بهَا ماشيتهم وَلَا يَسْتَطِيع أَجْنَبِي أَن يدخلهَا فهم يمسكون كل من يدْخل بِغَيْر خفير ويجردونه مِمَّا مَعَه فَيلْزم اسْتِصْحَاب خفير من كل جمَاعَة حَتَّى يَتَيَسَّر الْمُرُور من أَرضهم فَهُوَ وقاية للْمُسَافِر ويسمونه أَيْضا مرشد الطَّرِيق (قلاوز) وَقد اتّفق أَن جَاءَ إِلَى الْجزع رَئِيس الْأَعْرَاب الَّذين كَانُوا فِي طريقنا وهم بَنو سَواد واسْمه أَبُو غَانِم عبس بن