ولم أخطيء الحق والصواب.
قال أبو القاسم: ونحن نذكر الجواب في هاتين المسألتين.
اعلم أن (أوى) تقديره: فعل؛ فالهمز فاء الفعل، والواو عينه، واللام ياء، لأنه إذا حصلت العين واوا فاللام ياء، فإن كانت واوا لم تصحح بل ترد إلى الياء. ألا ترى أنهم قالوا: قويت، فردوا الواو إلى الياء. فإذا بنيت (فعل) منه اسما قلت: أوى مثل هوى؛ فإذا جمعته جمع السلامة، على مذهب من قال (أبون)، ومررت بـ (أبين)، قلت: (أوون)؛ تسقط اللام لسكونها وسكون واو الجمع، وفي الخفض والنصب: (أوين)، كقولك: مصطفون ومصطفين.
قال: وهذا مذهب يتفق عليه البصريون والكوفيون. وللكوفيين في ذلك مذهب آخر نذكره بعد ذكر المتفق عليه. وكذلك لو جمعت عصا ورحى، وما أشبه ذلك، اسم رجل، جمع السلامة لقلت (عصون) و (عصين)، و (رحون) و (رحين)، والباب واحد.