قال أبو القاسم الزجاجي- رحمه الله-: وأقول في ذلك بحسب ما يوجب النظر.

أما حكاية الفراء عن الأحمر انه سأل سيبويه ثلاث مسائل، فقال له: أخطأت، فقد أقر الفراء بأنه أجاب فيها وشهد له بذلك، ولا يلتفت إلى قول الأحمر: أخطأت. ومع ذلك فلم يحك المسائل؛ ليعلم وجه الخطأ فيها من الصواب!!.

وأما قول الفراء: إني قلت له: كيف تقول- في مذهب من قال: هؤلاء (أبون)، ومررت بـ (أبين) - مثله من (وأيت) و (أويت)؛ وقوله: إنه قدر ثلاث مرات فأخطأ- فقد كان الواجب أن يحكي كيف قدر ثلاث مرات، ويدل على موضع الخطأ؛ ليعلم أصادق هو في ذلك أم كاذب، فلعل جواب سيبويه في ذلك كان صوابا، ورأى الفراء خلافه؛ فكان عنده، مخطئا لمخالفته إياه.

قلت: هذا الذي قاله أبو القاسم هو الحق؛ وهذا كما سأل بعض الشباب الشافعي- رحمه الله- عن مسألة فأجابه، فقال له: أخطأت. فقال: يا بن أخي، أخطأت [108/ب] ما في كتابك،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015