وحاجبَ الشمسِ من رفارفها ... يضرمُ فيها بنوره لهبا

كأنه فضةٌ مطرَّقَةٌ ... أطرافها قد تَطَوَّسَتْ ذهبا 393 - حضر أبو عُنين مع الملك المعظم بدمشق. ومملوكٌ خاص قائم يستر الشمس عنه. فقال لإبن عنين: قل في هذا شيئاً فقال (?) :

وغصنِ بانٍ قلوبُ الناسِ قاطبةً ... منه على خطرٍ إنْ ماسَ أوخطرا

بدا فأبدى برؤياه لنا قمراً ... فيه من الحسن ما للعقل قد قمرا

هو الغزالُ ولكنّي عجبتُ له ... من الغزالةِ إذْ زارته ان نفرا

وظل مستتراً منها ومحتجباً ... عنها ونورهما في الناس قد ظهرا

فقلتُ حَسْبُكَ لا تخشَ اجتماعكما ... فالشمسُ لا ينبغي أنْ تدركَ القمرا 394 - جلس المعتمد بن عباد ملك إشبيلية بقصره. فبلغت الشمس إليه، فقامت جارية من حظاياه لتحجب عنه الشمس فقال (?) :

قامتْ لتحجبَ قُرْصَ الشمس قامتها ... عن مقلتي حُجِبَتْ عن أعينِ الغِيرِ

علماً لعمرك منها أنها قمرٌ ... هل يَحْجُبُ الشمسَ إلا صفحةَ القمر 395 - ابن التلميذ في الظل (?) :

وشيءٍ من الأجسام غيرِ مجسَّمٍ ... له حركاتٌ تارةً وسكون

إذا بانتِ الأنوارُ بان لناظري ... وأما إذا بانت فليس يبين

يتمُّ أواني كونهِ وفسادِهِ ... وفي وَسْطِ مَحْياهُ المحاقُ يكون 396 - خرج القاضي (?) أبو حفص عمر قاضي قرطبة واشبيلية مع أبي ذرّ النحوي لفرجة، ورجعا عشاء وقد أثرت الشمس في وجه القاضي، وكان وسيماً، فقال أبو ذر:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015