أي أتى بمعضلة وهو الأمر الشاق لأنه جعل همزة بين بين مخففة بينها وبين الحرف الذي منه حركة ما قبلها والوجه تدبيرها بحركتها. ثم بين شيئا من مواضع الحذف فقال:
ومستهزءون الحذف فيه ونحوه ... وضمّ وكسر قبل قيل وأخملا
هذا مفرع على القول بالوقف على رسم المصحف، وقد عرف مما تقدم تسهيل الهمزة المضمومة المكسور ما قبلها وإنما أراد بهذا البيت بيان الحركة لما قبل الواو بعد حذف الهمزة وهذه مسألة ليست في التيسير وقوله: ومستهزءون الحذف فيه ونحوه. أخبر رحمه الله أن مستهزون ذكر فيه الحذف لأن الهمزة فيه ليس لها صورة ومحلها بين الواو والزاي والواو المرسوم فيه واو الجمع قوله ونحوه يعني أن كل همزة مضمومة ليس لها صورة قبلها كسرة وبعدها واو نحو «ليطفوا، وليواطوا، ويستنبونك، وخاطون»، وما أشبه ذلك فإن فيه الحذف بناء على ما تقدم من أنواع الرسم، وقوله: وضم وكسر قبل قيل يعني قيل بالضم قبل الواو وقيل بالكسر قبل الواو أيضا أخبر أن في ذلك وجهين بعد حذف الهمزة وذلك أن الهمزة إذا حذفت على ما روي من حذف الهمز الذي ليس له صورة بقيت الواو ساكنة قبلها كسرة فمن الناس من يحرك الحرف المكسور بالحركة التي كانت على الهمزة وهي الضمة ومنهم من يبقيه مكسورا على حاله وقوله وأخملا قال السخاوي يعني هذين المذهبين المذكورين وإنما أخملا لأن حركة الهمزة ألقيت على متحرك وفي الوجه الآخر أنها واو ساكنة قبلها كسرة وليس ذلك في العربية اه كلامه، أما هذا الوجه أعني الواو الساكنة المكسور ما قبلها فحقيق بالإخمال وهو الذي أراد الناظم وأما ضم ما قبل الواو فوجه جيد وعليه قرأ نافع والصابون فلا وجه لإخمال هذا الوجه، فالألف في أخملا للإطلاق لا للتثنية. والخامل: الساقط الذي لا نباهة له فقد اجتمع في مستهزءون ونحوه خمسة أوجه ما بين مستعمل ومتروك: أحدها
تسهيل الهمزة على ما تقدم أولا بين الهمزة والواو وهو مذهب سيبويه. والثاني إبدال الهمزة ياء مضمومة وهو مذهب الأخفش. والثالث تسهيلها بين الهمزة والياء وهو الذي حكى أن صاحبه أعضل. والرابع حذف الهمزة وتحريك الحرف الذي قبلها بحركتها والخامس حذف الهمزة وإبقاء ما قبلها على حاله من الكسر، وهذان الوجهان المخلان على رأي بعضهم، وقال الفاسي ويتأتى في ذلك وجه سادس إبدال الهمزة واوا مضمومة وذلك أن هذا النوع رسم بواو واحدة، واختلف فيها فقيل هي صورة الهمزة وواو الجمع محذوفة وقيل هي واو الجمع وصورة الهمزة محذوفة فيجوز على اعتماد أنها صورة الهمزة إبدالها واوا فيقول مستهزون كما يقال أبناوكم ونساوكم على الوجه المذكور في اتباع الخط.
وما فيه يلقى واسطا بزوائد ... دخلن عليه فيه وجهان أعملا
كما ها ويا واللّام والبا ونحوها ... ولا مات تعريف لمن قد تأمّلا
الهمز المتوسط على قسمين: متوسط لا ينفصل من الحرف الذي قبله نحو الملائكة وأبناؤكم ونساؤكم فوجهه التسهيل على ما تقدم بلا خلاف. والقسم الآخر متوسط بسبب ما دخل عليه من الزوائد وهو المشار إليه بقوله وما فيه: أي وما في الهمز يلفي أي يوجد أي واللفظ الذي فيه يوجد الهمز متوسطا بسبب حروف زوائد دخلن عليه واتصلن به خطأ أو لفظا ففي الوقف عليه لحمزة وجهان مستعملان وهما التحقيق والتخفيف ولا ينبغي أن يكون الوجهان إلا تفريعا على قول من