ينقسم إلى متوسط نحو «يؤمنون، ويألمون، والذئب»، وإلى متطرف والمتطرف ينقسم إلى ما سكونه أصلي وإلى ما سكونه عارض؛ فالأصلي ما يكون ساكنا في الوصل والوقف نحو «اقرأ، ونبئ، وهيئ»، والعارض ما يكون متحركا في الوصل فإذا وقف القارئ عليه سكنه للوقف وذلك نحو «قال الملأ، ولكل امرئ، وملجأ»، ويستوي في ذلك المنون وغيره، وقوله: فأبدله أي أبدل الهمز المتوسط والمتطرف الساكن الأصلي والعارض عن حمزة حرف مد ولين من جنس حركة ما قبله، فإن كان قبله ضمة أبدله واوا، وإن كان قبله كسرة أبدله ياء، وإن كان قبله فتحة أبدله ألفا، وقوله: مسكنا بكسر الكاف ليحصل تقييد الهمز بالسكون، أي أبدل الهمز في حال كونك مسكنا له سواء كان ساكنا قبل
نطقك به أو سكنته أنت للوقف وقوله: ومن قبله تحريكه قد تنزلا شرط للبدل شرطين:
أحدهما أن يكون الهمز ساكنا والثاني أن يتحرك ما قبله واشتراط تحرك ما قبل الهمز إنما يحتاج إليه في المتحرك الذي يسكنه القارئ للوقف نحو قالَ الْمَلَأُ [الأعراف: 60]، ليحترز به من نحو يشاء وقروء وهنيئا وسيأتي أحكام ذلك كله، وأما الهمزة الساكنة قبل الوقف فلا يكون ما قبلها إلا متحركا وليس في القرآن همزة ساكنة متطرفة في الوقف والوصل وقبلها ضمة فاعلم ذلك.
وحرّك به ما قبله متسكّنا ... وأسقطه حتى يرجع اللّفظ أسهلا
لما انقضى كلامه في الهمز الساكن انتقل إلى الهمز المتحرك، وهو ينقسم إلى ما قبله ساكن وإلى ما قبله متحرك، فالذي قبله متحرك يأتي ذكره والذي قبله ساكن ينقسم إلى ما يصح نقل حركته إلى ذلك الساكن وإلى ما لا يصح نقل حركته إليه وسيأتي ذكره، وكلامه في هذا البيت على الهمز المتحرك الذي قبله ساكن ويصح نقل حركته إليه وكل ساكن يصح نقل الحركة إليه إلا الألف على الإطلاق والواو والياء المشتبهتين بالألف الزائدتين، وإذا اعتبر ما يصح نقل الحركة إليه من الساكن وجد على ثلاثة أقسام: صحيح وحرف لين ويعني به الواو والياء المفتوح ما قبلهما وحرف مدّ ولين ويعني به الياء المكسور ما قبلها والواو المضموم ما قبلها الأصليتين وكلا النوعين يجري مجرى الصحيح في صحة نقل الحركة إليه وكل قسم من هذه الأقسام يقع متوسطا ومتطرفا، فمثال الصحيح متوسطا يجأرون ويسأمون ومسئولا ومذءوما والقرآن والظمآن ومثاله متطرفا دفء والخبء والمرء ومثال حرف اللين متوسطا «سوآتهما وموئلا، وكهيئة الطير وشيئا»، ومثاله متطرفا «سيىء وشيء وظن السوء»، ومثال حرف المد واللين متوسطا سيئت وجوه والسوأى ومثاله متطرفا جيء وسيىء والسوء.
أخبر الناظم أن جميع ذلك حكمه النقل فقال: وحرك به أي بحركته يعني بحركة الهمز ما قبله متسكنا أي الحرف الساكن الذي يأتي قبل الهمز ويعني بذلك ما يصح النقل إليه لا غير وأسقطه يعني أسقط الهمز كما تقدم في باب نقل الحركة حتى يرجع اللفظ أسهلا أي أسهل مما كان قبل التغيير ويحذف التنوين إن كانت الكلمة منونة ثم استثنى من هذا أن يكون الساكن قبل الهمز ألفا فقال:
سوى أنّه من بعد ما ألف جرى ... يسهّله مهما توسّط مدخلا
لما انقضى الكلام في حكم ما يصح نقل الحركة إليه من السواكن انتقل إلى الكلام في حكم