وعى نفر أرجئه بالهمز ساكنا ... وفي الهاء ضمّ لفّ دعواه حرملا
وأسكن نصيرا فاز واكسر لغيرهم ... وصلها جوادا دون ريب لتوصلا
أخبر رضي الله عنه أن المشار إليهم بنفر وهم ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر حفظوا أرجئه بالهمزة الساكن في الموضعين بالأعراف والشعراء فتعين للباقين ترك الهمز فيهما ومعنى وعى أي حفظ وليست العين من وعى برمز لأن الواو أصلية فصارت العين متوسطة والرمز الحرفي لا يكون إلا في أول الكلم ثم انتقل إلى الكلام في الهاء فقال وفي الهاء ضم أخبر أن المشار إليهم باللام والدال والحاء في قوله لف دعواه حرملا يضمونها وهم هشام وابن كثير وأبو عمرو ثم أمر بإسكانها للمشار إليهما بالنون والفاء من قوله نصيرا فأزوهما
عاصم وحمزة ثم قال واكسر لغيرهم أمر بكسرها لغير الذين ضموا الذين سكنوا وهم نافع والكسائي وابن ذكوان ثم أمر بالصلة للمشار إليهم بالجيم والدال والراء واللام من قوله جواد دون ريب لتوصلا وهم ورش وابن كثير والكسائي وهشام.
توضيح: أرجئه فيها ست قراءات الأولى لقالون أرجه بترك الهمز لأنه ليس من نفر وبكسر الهاء لأنه داخل فيمن أراد بقوله واكسر لغيرهم وبالقصر لأنه لم يذكره في أصحاب الصلة الثانية لورش والكسائي مثل قراءة قالون إلا أنهما يصلان الهاء بياء لأنه ذكرهما في أصحاب الصلة فصار اللفظ أرجه الثالثة لابن كثير وهشام وذلك أنهما قرآ أرجئهو بالهمز لأنهما من نفر وبضم الهاء وصلتها بواو لأنه يذكرهما مع أصحاب الصلة الرابعة لأبي عمرو وذلك أنه قرأ مثل ابن كثير وهشام إلا أنه لم يصل الهاء لأنه لم يذكره مع أصحاب الصلة فصار اللفظ أرجئه الخامسة لابن ذكوان وذلك أنه قرأ أرجئه بالهمز لأنه من نفر وبكسر الهاء لأنه داخل فيمن أراد بقوله واكسر لغيرهم وبترك الصلة لأنه لم يذكره مع أصحابها السادسة لعاصم وحمزة قرءا أرجه بترك الهمز لأنهما ليسا من نفر وبإسكان الهاء لأنه نص لهما على ذلك والهاء في قوله دعواه للضم، والحرمل نبت معروف، والجواد الفرس الجيد والرجل السخي والريب: الشك.
المد في هذا الباب عبارة عن زيادة المد في حروف المد لأجل همز أو ساكن والقصر ترك تلك الزيادة أي باب زيادة المد على الأصل وحذفها وقدم المد على القصر وإن كان فرعا لعقد الباب له والمد طول زمان الصوت والقصر الأصل لعدم توقفه على سبب بخلاف المد وأصل القصر الحبس ومنه حُورٌ مَقْصُوراتٌ [الرحمن: 72]، أي محبوسات وللمد عشرة ألقاب مد الحجز ومد العدل ومد التمكين ومد الفصل ومد الروم ومد الفرق ومد البنية ومد المبالغة ومد البدل ومد الأصل فأما مد الحجز فإنه يحجز بين الساكنين والمتحرك نحو الضالين ودابة وأما مد العدل فإنه سمي بذلك لاعتدال النطق بالهمز نحو آأنذرتهم على قراءة من يمد بين الهمزتين وأما مد التمكين فإنه يمكن الكلمة عن الاضطراب نحو أولئك وبابه وأما مد الفصل فإنه يفصل بين الكلمتين نحو بما أنزل وأما مد الروم فإنه يروم بالمد الهمز نحوها أنتم وأما مد الفرق فإنه يفرق بين الاستفهام وغيره ولا زيادة عليها نحو آلذكرين الآن وأما مد البنية نحو دعاء ونداء فإن الكلمة بنيت على المد دون القصر وأما مد المبالغة فللتعظيم نحو لا إله إلا الله وأما مد البدل فإنه نحو آمن وآزر وآدم لأن المد بدل من الهمزة الثانية وأما مد الأصل فنحو جاء وشاء لأن الهمزة والمد من أصل الكلمة.