وفي يعملون الغيب حلّ وساكن ... بحرفيه يطّوّع وفي الظّاء ثقّلا
وفي التّاء ياء شاع والريح وحّدا ... وفي الكهف معها والشّريعة وصّلا
وفي النّمل والأعراف والرّوم ثانيا ... وفاطر دم شكرا وفي الحجر فصّلا
في سورة الشّورى ومن تحت رعده ... خصوص وفي الفرقان زاكيه هلّلا
أخبر أن المشار إليه بالحاء من قوله حلا وهو أبو عمرو قرأ عما يعملون ومن حيث خرجت بياء الغيب فتعين للباقين القراءة بتاء الخطاب وعلم أنه الذي بعده ومن حيث
خرجت لأنه الواقع بعد مولاها ثم أخبر أن المشار إليهما بالشين من شاع وهما حمزة والكسائي قرآ وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللَّهَ شاكِرٌ عَلِيمٌ [البقرة: 158]، فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ [البقرة: 184]، في الموضعين بسكون العين وتثقيل الطاء وبالياء في مكان التاء وبدأ بالتقييد في العين ثم قال وفي الطاء ثم التاء على حسب ما تأتي له فحصل مما ذكر أن حمزة والكسائي يقرءان بالياء معجمة الأسفل وتشديد الطاء وسكون العين وأن الباقين يقرءون بالتاء معجمة الأعلى وتخفيف الطاء وفتح العين ثم أشار إلى حمزة والكسائي بالضمير العائد عليهما في قوله واحدا فأخبر أنهما قرآ بالتوحيد في هذه السورة (وتصريف الريح) [البقرة:
164]، وبالكهف (تذروه الريح) [الكهف: 45]، وبالشريعة وتصريف الريح فتعين للباقين أن يقرءوا الرياح بالجمع وقوله وفي الكهف معها أي في الكهف معها أي في سورة الكهف مع سورة البقرة والشريعة وهي سورة الجاثية وصلا أي وصلا التوحيد ثم أخبر أن المشار إليهم بالدال والشين في قوله دم شكرا وهم ابن كثير وحمزة والكسائي قرءوا بالتوحيد في النمل في قوله تعالى (ومن يرسل الريح) [النمل: 63]، وفي الأعراف (وهو الذي يرسل الريح) [الأعراف: 57]، الثاني من الروم (الله الذي يرسل الريح) [الروم: 48]، وفي فاطر (الله الذي أرسل الريح) [فاطر: 9]، فتعين للباقين القراءة بالجمع وقيد الذي في الروم بالثاني
احترازا من الذي قبله (يرسل الرياح مبشرات) [الأعراف: 57]، فإنه لا خلاف في قراءته بالجمع وقوله دم شكرا مقلوب أي اشكر دائما ثم أخبر أن المشار إليه بالفاء من فصلا وهو حمزة قرأ في الحجر (وأرسلنا الريح) [الحجر: 22]، لواقح بالتوحيد وقرأه الباقون بالجمع ثم أخبر أن المشار إليهم بالخاء من خصوص وهم القراء كلهم إلا نافعا قرءوا بالتوحيد في سورة الشورى إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ [فاطر: 9]، وفي السورة التي تحت الرعد يعني في سورة إبراهيم اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ [الروم: 46]، فتعين للباقين القراءة في الموضعين في الشورى وإبراهيم بالجمع ثم أخبر أن المشار إليهما بالزاي والهاء في قوله زاكيه هللا وهما قنبل والبزي قرآ في الفرقان يرسل الريح نشرا بالتوحيد فتعين للباقين القراءة بالجمع وجملة الكلم الذي وقع فيها الخلاف إحدى عشرة كلمة في إحدى عشرة سورة فإذا تأملت مذاهب القراء في ذلك وجدت نافعا يقرأ بالجمع في الجميع وابن كثير يقرأ بالجمع في الثلاثة المذكورة في البيت الأول وفي الحجر وأبا عمرو وابن عامر وعاصما قرءوا بالجمع في الجميع فيما عدا إبراهيم والشورى وحمزة قرأ بالجمع في الفرقان والكسائي قرأ بالجمع في الحجر والفرقان واتفقوا على توحيد ما بقي من القرآن من لفظه وهو ستة مواضع وهي قاصِفاً مِنَ الرِّيحِ [الإسراء: 69]، بسبحان وَلِسُلَيْمانَ الرِّيحَ [الروم: 51]، بالأنبياء أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ [الحج: 31]، وَلِسُلَيْمانَ الرِّيحَ [سبأ: 12]، فَسَخَّرْنا لَهُ الرِّيحَ [ص: 36]، (والريح