وأيّا بأيّا ما شفا وسواهما ... بما وبوادي النّمل باليا سنا تلا
أخبر أن الوقف على أيا من أياما تدعوا بالإسراء على ما لفظ به من إبدال التنوين ألفا للمشار إليهما بالشين في قوله شفا. وهما حمزة والكسائي، ثم قال وسواهما بما أخبر أن الباقين وقفوا على ما لا على أيا، يقال وقفت به أي عليه وأيا كلمة مستقلة زيدت عليها ما
وهي مفصولة في الخط. ثم قال: وبواد النمل إلخ أخبر أن الوقف على حتى إذا أتوا على واد النمل بالياء للمشار إليهما بالسين والتاء في قوله: سناتلا، وهما أبو الحرث والدوري راويا الكسائي ووقف الباقون بغير ياء على الرسم.
وفيمه وممّه قف وعمّه لمه بمه ... بخلف عن البزّيّ وادفع مجهّلا
أمر بالوقف بالهاء كما لفظ به للبزي بخلاف عنه على قوله تعالى: فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْراها [النازعات: 43] وفَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ مِمَّ خُلِقَ [الطارق: 5] وعَمَّ يَتَساءَلُونَ [النبأ: 1] ولِمَ تَقُولُونَ [الصف: 2] وبِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ [النمل: 35]، وشبه ذلك فتعين للباقين الوقف بغير هاء تباعا للرسم. وقوله: وادفع مجهلا، أي ادفع من جهل قارئ هذه القراءة وحجه بما يزجره عن تجهيله له.
أي هذا باب بيان مذاهبهم في ياءات الإضافة، وهي ياء المتكلم بها وتكون متصلة بالاسم نحو سبيلي وبالفعل نحو ليبلوني وبالحرف نحو إني. ولما توقفت معرفتها على معرفة العربية ذكر لها ضابطا يهدى إليها فقال:
وليست بلام الفعل ياء إضافة ... وما هي من نفس الأصول فتشكلا
ولكنّها كالهاء والكاف كلّ ما ... تليه يرى للهاء والكاف مدخلا
أخبر أن ياء الإضافة ليست لاما للفعل ولا من نفس أصول الكلمة وإنما هي زائدة وأصول الكلمة هي الفاء والعين واللام، وجملة الأمر أن الكلمة إن كانت مما يوزن ووقع في آخرها ياء فزنها بالفاء والعين واللام فإن صادفت اللام مكان الياء فيعلم أنها لام الفعل وإن كانت الكلمة مما لا يوزن وذلك في الأسماء المبهمة نحو التي والذي وفي الضمائر هي فالياء فيها ليست بياء الإضافة لأنها من نفس أصول الكلمة فليست زائدة عليها واحترز بقوله: وما هي من نفس الأصول من مثل ذلك لأن ياء الإضافة كلمة تتصل بكلمة أخرى فإذا قلت سبيلي فسبيل كلمة والياء كلمة أخرى، ثم زاد في بيانها فقال: ولكنها كالهاء والكاف إلخ.
أخبر أن ياء الإضافة كهاء الضمير وكافه فكل كلمة وليتها الياء واتصلت بها صح أن الهاء والكاف يليانها ويتصلان بها، يعني أن كل موضع تدخل فيه فإنه يصح فيه دخول الهاء والكاف مكانها فتقول في سبيلي سبيله وسبيلك، وليبلوني ليبلوه ليبلوك وإني إنه وإنك ومدخلا: موضع الدخول:
وفي مائتي ياء وعشر منيفة ... وثنتين خلف القوم أحكيه مجملا
أخبر أن الأئمة السبعة وهم المعنيون بالقوم اختلفوا في مائتي ياء واثنتا عشرة ياء من ياءات الإضافة وعدها صاحب التيسير مائتي ياء وأربع عشرة ياء لأنه عدّ في هذه الياءات يائي
فَما آتانِيَ اللَّهُ [النمل: 36] وفَبَشِّرْ عِبادِ [الزمر: 17] والَّذِينَ [الزمر: 18]، لكونهما مفتوحتين وعدهما الشاطبي في ياءات الزوائد لكونهما محذوفتين في الرسم، وقوله:
منيفة أي زائدة يقال: أنافت الدراهم على مائة أي زادت عليها وقوله: أحكيه