ولا بدّ من ترقيقها بعد كسرة ... إذا سكنت يا صاح للسّبعة الملا
أي رقق القراء السبعة باتفاق كل راء ساكنة لغير الوقف سكونا لازما أو عارضا متوسطة ومتطرفة وقفا ووصلا إن كان قبلها كسرة متصلة لازمة وليس بعدها حرف استعلاء متصلا مباشرا أو مفصولا بألف في الفعل والاسم العربيّ والأعجمي نحو شرعة ومرية وشرذمة
والإربة وفرعون واستغفر لهم وفانتصر وفاصبر. وقوله: يا صاح معناه يا صاحب ثم رخم:
والملا: الأشراف:
وما حرف الاستعلاء بعد فراؤه ... لكلّهم التّفخيم فيها تذلّلا
ويجمعها قظ خصّ ضغط وخلفهم ... بفرق جرى بين المشايخ سلسلا
أي كل راء مفتوحة أو مضمومة في أصل ورش أو ساكنة في أصل السبعة تقدمها سبب الترقيق وأتي بعدها أحد حروف الاستعلاء السبعة المجموعة في قوله: «قظ خص ضغط» وهي القاف والظاء والخاء والصاد والضاد والغين والطاء فإنها تفخم لكل القراء والواقع من حروف الاستعلاء في القرآن في أصل ورش ثلاثة القاف والضاد والطاء مفصولات نحو هذا فراق وظن أنه الفراق بالعشي والإشراق وإعراضا وعليك إعراضهم واهدنا الصراط وهذا صراط وإلى صراط وفي أصل السبعة ثلاثة القاف والطاء والصاد مباشرات نحو كل فرق وفي قرطاس وبالمرصاد وإرصادا وقوله: وخلفهم بفرق إلخ. أخبر أن المشايخ القراء جرى بينهم الخلاف في قوله تعالى: فَكانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ [الشعراء: 63]، فمنهم من فخم الراء فيه للجميع لوقوع حرف الاستعلاء بعدها، ومنهم من رققها لانكسار حرف الاستعلاء بعدها ولانكسار الفاء قبلها فالوجهان جيدان:
وما بعد كسر عارض أو مفصّل ... ففخّم فهذا حكمه متبذّلا
الكسر العارض يأتي قبل الراء على نوعين: أحدهما ما كسر لالتقاء الساكنين نحو وإن امرأة، وقالت امرأة العزيز. الثاني أن يبتدأ بهمزة الوصل في مثل هذه الكلمات فتقول امرأة فتكسر همزة الوصل فهذا يفخم لأن الكسرة عارضة غير أصلية ولأن الكسرة في همزة الوصل غير لازمة لأنها لا توجد إلا في حال الابتداء. وأما المنفصل فهو أيضا ضربان: أحدهما أن تكون الكسرة في كلمة والراء في أخرى نحو بأمر ربك وفيه ربى خير وفي المدينة امرأة وأبوك امرأ. والضرب الثاني أن يتقدمها لام الجر أو باؤه نحو لرسول ولرجل وبرازقين وبرشيد فهذا في حكم المنفصل لأنه زائد في الكلمة يمكن إسقاطه منها فاقتضى ذلك التفخيم لعدم ملازمة المجاورة بين الراء والكسرة.