ويرقق الراء مع وجوده كما يرققها مع غير حروف الاستعلاء وذلك نحو إخراجكم وإخراجا، وقصر الناظم
لفظي الاستعلاء والخاء للوزن والضمير في
ولم ير وفي فكملا لورش أي كمل حسن اختياره بالترقيق بعد الخاء، والله أعلم.
وفخّمها في الأعجميّ وفي إرم ... وتكريرها حتى يرى متعدّلا
ذكر في هذا البيت ما خالف فيه ورش أصله فلم يرققه مما كان يلزمه ترقيقه على قياس ما تقدم أي وفخم ورش الراء في الاسم الأعجمي والذي منه في القرآن ثلاثة أسماء إبراهيم وإسرائيل وعمران ثم قال وفي إرم يعني إرم ذات العماد، وإرم أيضا اسم أعجمي وقيل عربي فلأجل الخلاف الذي فيه أفرده بالذكر وفخم راءه ثم قال وتكريرها أي وفخم أيضا الراء في حال تكريرها يعني أن الراء إذا وقع قبلها ما يجب به ترقيقها وجاء بعدها راء مفتوحة أو مضمومة نحو ضرارا ومدرارا وفرارا والفرار فإن الراء الأولى تفخم لأجل تفخيم الثانية لتناسب اللفظ واعتداله وإلى ذلك أشار بقوله: حتى يرى متعدلا:
وتفخيمه ذكرا وسترا وبابه ... لدى جلّة الأصحاب أعمر أرحلا
أخبر أن ما كان وزنه فعلا نحو ذكرا وسترا وصهرا وحجرا فإن فيه وجهين: التفخيم وبه قطع الداني في التيسير والترقيق وهو من زيادات القصيد ولكن التفخيم فيه أشهر عن الأكابر من أصحاب ورش والجلة جمع جليل وقوله: أعمر أرحلا من أعمر المكان وأرحلا جمع رحل، أشار بهذه العبارة إلى اختيار التفخيم، يعني أن التفخيم أعمر منزلا من غيره.
وفي شرر عنه يرقّق كلّهم ... وحيران بالتّفخيم بعض تقبّلا
أخبر أن جميع أصحاب ورش رحمه الله نقلوا عنه في قوله تعالى: إِنَّها تَرْمِي بِشَرَرٍ [المرسلات: 32] ترقيق الراء الأولى لأجل كسرة الراء الثانية وهذا خارج عن الأصل المتقدم وهو ترقيق الراء لأجل كسرة قبلها وهذا لأجل كسرة بعدها. وقوله: وحيران بالتفخيم. أخبر أن بعض أهل الأداء تقبل في الأنعام في قوله تعالى: حَيْرانَ لَهُ أَصْحابٌ [الأنعام: 71]، التفخيم أي أخذه ورواه ويكون غير البعض المشار إليهم على قاعدته في الترقيق، فحصل في حيران وجهان لورش الترقيق وبه قطع الداني في التيسير، والتفخيم وهو من زيادات القصيد:
وفي الرّاء عن ورش سوى ما ذكرته ... مذاهب شذّت في الأداء توقّلا
أخبر أن في الراء عن ورش مذاهب وأحكاما غير ما ذكره وهو مذهب أهل القيروان وغيرهم كنحو ما ذكر عنهم من التفخيم في حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ [النساء: 90] وعشرون وإجرامي وسراعا وأخبر أنها شاذة، وقوله: توقلا. من قولهم توقل الجبل إذا علا صاعدا: