وقد أنشدنا أيضا: "فا" و"تا" بألف واحدة، إلا أن الغرض في الرواية الأخرى1.
وقد اطرد عنهم قلب ألف التأنيث همزة، وذلك نحو حمراء وصفراء وصحراء وأربعاء وعشراء2 ورخضاء3 وقاصعاء4، وما أشبه ذلك.
والقول في ذلك: أن الهمزة في صحراء وبابه إنما هي بدل من ألف التأنيث كالتي في نحو: حبلى وسكرى وجمادى وحبارى5 وقرقرى6 وخيزلى7، إلا أنها في حمراء وصحراء وصلفاء8 وخبراء9 وقعت الإلف10 بعد ألف قبلها زائدة، فالتقى هناك ألفان زائدتان، الأولى منهما الألف الزائدة، والثانية هي ألف التأنيث، فلم تخل من حذف إحداهما أو حركتها، فلم يجز في واحدة منهما الحذف، أما الأولى فلو حذفتها لانفردت الآخرة، وهم قد بنوا الكلمة على اجتماع ألفين فيها، وأما الآخرة فلو حذفتها لزالت علامة التأنيث التي وسمت الكلمة بها، وهذا أفحش من الأول11، فقد بطل حذف شيء.