وذهب سيبويه في قولهم ألاءة1 وأشاءة2 إلى أنهما فعالة، مما لامه همزة، فأما أباءة3 فذهب أبو بكر محمد بن السري4 فيما حدثني به أبو علي عنه، إلى أنها من ذوات الياء من أبيت، فأصلها عنده أباية ثم عمل فيها ما عمل في عباية وصلاية5 وعظاية6، حتى صرن عباءة وصلاءة، وعظاءة، في قول من همز، ومن لم يهمز أخرجهن على أصولهن، وهو القياس القوي، وإنما حمل أبا بكر على هذا الاعتقاد في أباءة أنها من الياء، وأن أصلها أباية. والمعنى الذي وجده في أباءة، من أبيت، وذلك أن الأباءة هي الأجمة7، وقيل القصبة، والجمع بينها وبين أبيت: أن الأجمة ممتنعة بما ينبت فيها من القصب وغيره، من السلوك8 والتصرف، وخالفت بذلك حكم البراح والبراز9، النقي من الأرض، فكأنها أبت، وامتنعت على سالكها.

فمن هنا حملها عندي على معنى أبيت قال الشاعر10.

من سره ضرب يرعبل بعضه ... بعضا كمعمعة الأباء المحرق11

طور بواسطة نورين ميديا © 2015