وحكى سيبويه على جهة الشذوذ "بُهْماة"1 فأدخل الهاء على ألف "فُعلى"، وألف "فُعلى" لا تكون لغير التأنيث، وقد ذكرنا علة ذلك قديما في هذا الكتاب.

وحكى أبو الحسن2 أيضًا نحوا من هذا، وهو قولهم: "شُكاعاة"3 فالألف في هذا لغير التأنيث.

ومثله ما حكاه ابن السكيت4 من قولهم: "باقِلاةٌ"5 فالألف هنا أيضًا لغير التأنيث. وحكى البغداديون "سُماناة".

وأنشد ابن الأعرابي6:

ويتقي السيف بأُخْراته ... من دون كف الجار والمِعصَم7

قال: أراد أخراه، فقال: أُخْراته، فيضاف هذا إلى "بُهْماة" وقالوا لضرب من النبت "نُقاوَى" والواحدة "نُقاواةٌ" فقس على هذا.

الثالث: لحاقها لغير إلحاق ولا تأنيث، وذلك قولهم "قَبَعْثَرى" فليست هذه الألف للتأنيث لأنها منونة، ولا إلحاق لأنه ليس لنا أصل سداسي فيلحق "قَبَعْثَرى" به.

ومثله ما حكيناه عنهم من قول بعضهم "باقِلاةٌ" و"شُكاعاة" و"سُماناة" و"نُقاواة" لأن لحاق الهاء لها يدل على أنها ليست عندهم للتأنيث، ولا هي أيضًا للإلحاق، لأنه ليس لنا أصل على هذا النحو فتلحق هذه الأسماء به. فأما "بُهْماة" فقد تقدم من القول فيها ما أغنى عن إعادته.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015