غير منوِّنٍ "علقى" فليست الألف في "علقى" إذن للإلحاق، لأنها لو كانت للإلحاق لنونت كما نونت "أرطى"1، وإنما هي للتأنيث، وهي في "علقاة" للإلحاق، أفلا ترى أن من ألحق الهاء في "علقاة" اعتقد فيها أن الألف للإلحاق ولغير التأنيث، فإذا نزع الهاء صار إلى لغة من اعتقد أن الألف للتأنيث، فلم ينونها كما لم ينونها، ووافقهم بعد نزعه الهاء من "علقاة" على ما يذهبون إليه من أن ألف "علقى" للتأنيث، فكذلك أيضًا من قال: "هذهْ دعدٌ" فسكن الهاء، إذا صار إلى موضع يحتاج فيه إلى حركة الهاء لئلا يجتمع ساكنان عاد إلى لغة من يقول: "هذهِ دعد"، فكسر الهاء، ولم يجعلها في قوله: "هذِهِ المرأةُ" حركة التقاء الساكنين، كما أن من قال: "هُمْ قاموا" فسكَّن الميم إذا احتاج إلى تحريكها راجَعَ لغة من ضمها في "هُمُ" فقال: {هُمُ الذين يقولون} [المنافقون: 7] .
فإن قلت: فقد أنشد قطرب2:
ألا إن أصحابَ الكنيفِ وجدتُهمْ ... هُمِ الناسُ لما أخصبُوا وتموَّلوا3
وقد أنشد الكوفيون:
فهم بطانَتُهم وهُمْ وزراؤهُمْ ... وهُمِ القضاةُ ومنهُمِ الحكامُ4
ورويته عن الفراء: "ومنهُمِ الحجابُ".