فلستُ بمدركٍ ما فاتَ مني ... بلهفَ ولا بلَيْتَ ولا لوَ أنِّي1
يريد: بلهفا.
ومن أبيات الكتاب2:
وقَبِيلٌ من لُكيز شاهدٌ ... رهطُ مرجومٍ ورهط ابن المعَلْ3
يريد: المُعَلَّى.
وهذان من الشذوذ بحيث لا يسوغ القياس عليهما. فإذا كانوا يحذفون الياء والواو الأصليتين في الوقف، وما دخل لمعنى فجرى في اللزوم مجرى الأصل، أو كان أشد لزومًا في بعض المواضع من الأصل، فأن تُرفض الياء والواو الزائدتان في قام زيدو، ومررت بزيدي، ولا تُتَكَلَّفا أجدر، وتثبت الألف في رأيت زيدًا ونحوه، كما تثبت ألف يخشى ومثنَّى.
واعتل غير سيبويه في ترك إلحاقهم المرفوع واوًا والمجرور ياءً بدلا في الوقف من التنوين بأن قال: كرهوا أن يقولوا: قام زيدو لئلا يشبه آخرُ الاسم آخرَ الفعل في نحو يدعو ويحلو، وهذا غير موجود في الأسماء استثقالا له وكذلك لو قالوا: مررت بزيدي لالتبس بالمضاف إليك نحو: غلامي وصاحبي، فكرهوا ذينك لذينك.
قال سيبويه: "وزعم أبو الخطاب أن أزد السراة يقولون: هذا زيدو، ومررت بعمري، جعلوه قياسا واحدا، فأثبتوا الواو والياء كما أثبتوا الألف"4.