وقالوا: رجل مفوه إذا أجاد القول؛ لأنه يخرج من فيه.

ومنه الأفوه الأودي1. وقالوا: ما تفوهت به، وهو تفعلت منه، كما قالوا: تلغمت بكذا وكذا، أي: حركت به ملاغمي، وهي ما حول الشفتين.

وقالوا في جمع أفوه -وهو الكبير الفم- فوه.

قرأت على أبي علي للشنفرى2:

مهرته فوه كأن شدوقها ... شقوق العصي كالحات وبسل3

ولم نسمعهم قالوا "أفمام"، ولا "تفممت"، ولا "رجل أفم"، كما قالوا: أصم، ولا شيئًا من هذا النحو مما لم نذكره؛ فدل اجتماعهم على تصريف الكلمة بالفاء والواو والهاء على أن التشديد في "فم" لا أصل له في نفس المثال؛ وإنما هو عارض لحق الكلمة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015