وأما قول أبي حزام العكلي1:

وأعلم أن تسليمًا وتركًا ... للا متشابهان ولا سواء2

فإنما أدخل اللام وهي للإيجاب على "لا" وهي للنفي من قبل أنه شبهها بغير، فكأنه قال: "لغير متشابهين"، كما شبه الآخر "ما" التي للنفي ب "ما" التي في معنى الذي، فقال3:

لما أغفلت شكرك فاصطنعني ... وكيف ومن عطائك جل مالي4

ولم يكن سبيل اللام الموجبة أن تدخل على "ما" النافية لولا ما ذكرت لك من الشبه اللفظي، كما قال الآخر:

ورج الفتى للخير ما إن رأيته ... على السن خيرًا لا يزال يزيد5

فزاد "إن" مع "ما"، وليست للنفي؛ فاعرفه إن شاء الله.

وأما الضرورة التي تدخل لها اللام في خبر غير "إن"؛ فمن ضرورات الشعر، ولا يقاس عليها، قرأت على أبي علي بإسناده إلى يعقوب6:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015