والظاء، فقلبت الواو للكسرة قبلها، والياء للضمة قبلها، ولما تباعدت الألف منهما، تباعدت الفتحة أيضا من الكسرة والضمة، فلم تقو الفتحة في نحو سوط وحوض وبيت وقيد على قلب الواو والياء ألفا، واحتمل لما ذكرناه من التفاوت الذي بينهما، ولخفة الفتحة مجيء الواو والياء ساكنتين بعد الفتحة.

فإن قلت: فقد نرى الفتحة تقلب الواو والياء المتحركيتن ألفا في نحو: قام وباع وخاف وطال، وقد قدمت من قولك أن الحركة في الحرف تقويه وتحصنه، فإذا جاز للتفحة أن تقلب الحرف المتحرك القوي، وهما الواو والياء في نحو: قام وسار، فهلا قلبت الحرف الساكن الضعيف في نحو بيت وشيخ وحوض وسوط.

فالجواب أن هذه مغالطة من السائل ودعوى1 في سؤاله، وذلك أن الواو والياء في نحو: قام وباع لما تقلبا ألفين، لأن الفتحة قويت عليهما متحكرتين فقلبتهما، ولو كان ذلك كذلك، لوجب قلب الواو ياء في نحو: عوض وحول، وقلب الياء واوا في نحو: عيبة2 وسيرة3، بل كان ذلك مع الضمة والكسرة أوجب لثقلهما وقوة تأثيرهما.

وإنما كان الأصل في: قام قوم، وفي: خاف خوف، وفي: طال طول، وفي: باع بيع، وفي: هاب هيب، فلما اجتمعت ثلاثة أشياء متجانسة، وهي الفتحة، والواو أو الياء، وحركة الواو والياء، كره اجتماع ثلاثة أشياء متقاربة، فهربوا من الواو والياء إلى لفظ تؤمن فيه الحركة، وهو الألف، وسوغها4 أيضا انفتاح ما قبلها.

فهذا هو العلة5 في قلب الواو والياء في نحو: قام وباع، لا ما ادعاه السائل من أن الفتحة قويت على قلب الحرف المتحرك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015