وقال الآخر:
ها إنها إن تضق الصدور ... لا ينفع القُل ولا الكثير1
وبذلك على أن "ها" لم يتجاوزها حرف الجر إلى "ذا" من حيث كانت شديدة الاتصال به على ما يظنه هذا السائل بيت الكتاب، وهو قوله:
ونحن اقتسمنا المال نصفين بيننا ... فقلت: لها هذا لها ها وذا ليا2
أي: وهذا ليا؛ فتقديم "ها" على حرف العطف بدل على أنه ليس متصلًا بـ "إذا".
وإذا جاز أن يعترضوا بـ "ما" بين الجار والمجزوم وليس فيها غرض أكثر من التوكيد نحو قوله: {أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُّمْ الْمَوْتُ} [النساء: 78] 3، و {أَيّاً مَا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} [الإسراء: 110] 4، و {فَإِمَّا تَرَيْنَ مِنْ الْبَشَرِ أَحَدًا}