وأما قوله سبحانه: {أَالذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ} [الأنعام: 144] ، وقوله: {أَاللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ} [يونس: 59] ؛ فإنما جاز احتمالهم لقطع همزة الوصل مخافة التباس الاستفهام بالخبر، وأيضًا فقد يقطعون في المصراع الأول بعض الكلمة وما هو منها أصل، ويأتون بالبقية في أول المصراع الثاني؛ فإذا جاز ذلك فى أنفس الكلم، ولم يدل على انفصال بعض الكلمة من بعض؛ فغير منكر أيضًا أن يفصل لام المعرفة في المصراع الأول.

ولا يدل ذلك على أنها عندهم في نية الانفصال، كما لم يكن ذلك في ما هو من أصل الكلمة، قال:

يا نفسِ أكلا واضطجا ... عًا نفسِ لست بخالدة1

وهو كثير.

ومنه قول الأعشى:

حل أهلي ما بين دُرْنِي فبادو ... لي، وحلت عُلْوِيَّةً بالسِّخَال2

طور بواسطة نورين ميديا © 2015