ومنه قولهم لهذه البقلة1 الحادة الحرف2 سمي بذلك لحدته، والعرب أيضا تسميه الثفاء3 ومنه قولهم: "ناقة حرف" أي ضامر، وتأويله أنها قد تحددت أعطافها4 بالضمر5 والهزال6، وليس هناك سمن يكون معه رهل7 واسترخاء.

وقال بعضهم: الحرف: التي انتقلت من هزال إلى سمن، وتأويل هذا القول أنها انحرفت من حال إلى حال.

وقال بعضهم: الحرف: التي كأنها حرف جبل في شدتها وصلابتها، وهذا واضح جلي.

وقال بعضهم: الحرف: التي كأنها حرف السيف في مضائها8 وحدتها وهذا أيضا مفهوم غير خفي9.

وقال بعضهم: شبهت لضمرها بحرف من المعجم، قالوا: وهو الواو، لدقتها وتقويسها.

وقال أحمد بن يحيى: لأنها انحرفت عن السمن، وهذه كلها معان متقاربة ومن هذا قولهم لمكسب الرجل وطعمته الحرفة، كأنها الجهة التي انحرف إليها عما سواها من الماكسب، والمحراف: الميل، سمي بذلك لحدته، أو لأنه يعرف به حد الجراحة وقدرها، أي يسبر به10.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015