لالتقاء الساكنين، كما فعلت ذلك في كساء، فتقول على هذا: يا صحراء ويا خنفساء أقبل، وقياس هذا إذا سميت به بعد الترخيم أن تصرفه في النكرة، بلا خلاف، وفي المعرفة على الخلاف، فتقول جاءني صحراء ومررت بخنفساء، لأن هذه الهمزة التي فيهما الآن ليست للتأنيث، وإنما هي بدل من ألف بدل من واو بدل من همزة التأنيث المنقلبة عن الألف المقدرة بعد الألف الأولى، على ما بيناه في حمراء وصفراء.
فهذا إبدال الهمزة عن الياء والواو أصلين وزائدتين.
وأما إبدال الهمزة عن الهاء فقولهم: ماء، وأصله: موه لقولهم أمواه، لقلبت الواو ألفا، وقلبت الهاء همزة، فصار ماء، كما ترى، وقد قالوا أيضا في الجمع: أمواء، فهذه الهمزة أيضا بدل من ها أمواه.
أنشدني أبو علي:
وبلدة قالصة أمواؤها ... ماصحة رأد الضحا أفياؤها1