فهذا إبدال الهمزة عن الياء والواو وهما أصلان.

وأما إبدالها منهما وهما زائدتان فنحو قولهم: علباء وحرباء1. وجاء عنهم: رجل عزهاء2، وأصل هذا كله علباي وحرباي وعزهاي، ثم وقعت الياء طرفا بعد ألف زائدة، فقلبت ألفا، ثم قلبت الألف همزة، كما تقدم من قولنا في: كساء ورداء.

فإن قيل: ما الدليل على أن الأصل حرباي وعلباي بالياء، دون أن يكون علباو وحرباو بالواو؟

فالجواب: أن العرب لما أنثت هذا الضرب بالهاء، فأظهرت الحرف المنقلب لم تظهره إلا ياء، وذلك نحو درحاية ودعكاية3، فظهور الياء في المؤنث بالهاء دلالة على أن الهمزة إنما قلبت في حرباء وعلباء عن ياء لا محالة.

وأما الواو الزائدة التي قلبت عنها همزة فلم تأت مسموعة عنهم إلا أن النحويين قاسوا ذلك على الياء، لأنها أختها، وذلك أنك لو نسبت إلى مثل صحراء وخنفساء لقلت: صحراوي وخنفساوي، فإن سميت بهما رجلا، ثم رخمته4 على قولهم: يا حر، وجب بعد حذف ياء النسب أن تقلب الواو ألفا، لوقوعها طرفا بعد ألف زائدة، فتصير صحرا اوخنفسا ا، ثم تبدلت الألف الآخرة همزة، لأنك حركتها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015