سر الفصاحه (صفحة 69)

وقال أبو عبادة:

يشق عليه الريح كل عشية ... جيوب الغمام بين بكر وأيم

فوضع الأيم مكان الثييب وليس الأمر كذلك. ليس الأيم الثيب في كلام العرب إنما الأيم التي لا زوج لها بكراً كانت أو ثيباً. قال الله عز وجل: {وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ} 1 وليس مراده تعالى نكاح الثيبات من النساء دون الأبكار وإنما يريد النساء اللواتي لا أزواج لهن. وقال الشماخ بن ضرار:

يقر بعيني أن أحدث أنها ... وإن لم أنلها أيم لم تزوج

وليس يسره أن تكون ثيباً. وقد حكى أن بعض كبار الفقهاء وهو محمد بن إدريس الشافعي2 غلط في ذلك والصحيح ما ذكرناه.

ومثال هذا أيضا قول أبي تمام:

ما مقرب يختال في أشطانه ... ملآن من صلف به وتلهوق3

يريد بالصلف هنا الكبر والتيه وهذا مذهب العامة في استعمال هذه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015