القول والعمل أكثر مِمَا مُتِّعَ لجاء منه أضعاف ما جاء، ولكن ضيق العيش، وضيق المضطرب لا يرجى منهما أكثر مِمَّا تَمَّ على يد فقيدنا العظيم من الأعمال والَآثار.
وقد أُغلقت دونه أبواب الدواعي والبواعث رحمه الله وبارك لنا فيمن خلَّفَ من مريديه ومعاصريه ومن ساروا بسيرته حتى لا نقع تحت مضمون الحديث: "إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من العبادة ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالمًا اتخذ الناس رؤساء جُهالًا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا".
ولقد كتبنا في تأبين الشيخ غداة وفاته في جريدة الإِصلاح ما نصه (?): لا تحضرني عبارة تُشْعِرُ بمبلغ الحُزنِ الذي نالَ دمشق بفقد مَنْ كان عالِمُها الكبير، وأُستاذُها العَامِل النِّحرير، فقد كان أحد أفراد هذا العصر المعدودين في التَّحقيق بأسرار الشريعة.
وهو ولا مراء عَالِمٌ الكتاب والسُّنة بلا مدافِع، خُلِقَ ليعملَ على بث الدِّين المبين، خاليًا من حشو المتأخرين الجامدين، وتضليل المخرفين والمعطلين.
• لم يكد فقيدُنا العزيز يطرق هذه الموضوعات، ويهيبُ بالنَّاس إِلى الأخذ بمذاهب السَّلَفِ، ويتلطفُ في إِبلاغها العقولَ المظلمة في دروسه وتآليفه، حتى أخذ بعض أهل الجمود يغتابونه ويحذرون عوامهم بدون برهان من الأخذ عنه ولكن ظلمة تقليدهم ما لبثت أن انقشعت بنور