لم يحاذر الخيبة في قصده. من طالت يده بالمواهب، امتدت إليه ألسنة المطالب. من غمط النعمة، استنزل النقمة. من نبت لحمه على الحرام، لم يحصده غير حد الحسام. من يكن الحذاء أباه، تجد نعلاه. من لم يتحرر من المكايد قبل هجومها، لم يغنه الأسف عند وقوعها. من عرف المفاخر، عرف المعاير، ومن حفظ المساعي كذا. الناس بالذم أعلق، وروائحه بالحفظ أعبق. الاعتدال أعدل، والطريق الأوسط أمثل. الرأي أقومه، أحكمه، وأسده، أشده. رب اجتهاد، أبلغ من جهاد، ومكايد دقيقة المسارب، أنكى من حداد صقيلة المضارب، ولطائف أقوال، تنوب عن وظائف الأموال. وثبات عقول وعقود، أوقع منثبات جيوش وجنود. غش الكافي أحمد من نصح الناقص. الثناء الجميل لسان المساعي، والبشر الحسن عنوان المعالي. الصدر يطفح بما جمعه، وكل إناء مؤد ما أودعه. اللبيب تكفيه اللمحة، وتغنيه عن اللفظة اللحظة، الإحجام في مواطنه، كالإقدام في مواقعه، والترك في أماكنه، كالأخذ في مواضعه. الراحة حيث تعب الكرام أودع، لكنها أوضع، والعقود حيث قام الأحرار أسهل، لكنه أسفل. الشمس قد تغيب ثم تشرق، والروض قد يذبل ثم يورق، والبدر يأفل ثم يطلع، والسيف ينبو ثم يقطع. اللبيب من الإيماء يكفيه، والإيحاء يغنيه، واللفظة تجزيه، واللمحة تؤثر فيه. الكأس تكره أول ما تؤخذ، ثم تنفع بعد ما تنفذ. السيذ لا يروع القطيع بأرضه، والأسد لا يعدو على الفريسة في غيله. الوقوف في مدارج التهم ذنب عظيم، والدخول في شبهات الظنن داء عقيم. العلم بالتذاكر، والجهل بالتناكر. الطاعة سعيدة المطلع، حميدة المرجع. العصيان ذميم الفاتحة، وخيم العاقبة. الثعالب لا تجسر على أخياس الأسود، والأرانب لا تقدم على أغيال الليوث. الضمائر الصحاح، أبلغ الألسنة الفصاح. إن الجبال الثم، والأطواد الصم لا تمال بحصيات القاذف، ولا تحال بجمرات الحاذف. الرجل الحول من ثنى أزمة