رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعقب البيهقي هذا بأن أسماء في هذا الوقت كانت عند أبي بكر الصديق، وقد ثبت أن أبا بكر لم يعلم بوفاة فاطمة- رضي الله تعالى عنها- لما في الصحيح أن عليا دفنها ليلا، ولم يعلم أبو بكر فكيف يمكن أن تغسلها زوجته وهو لا يعلم، وأجاب في «الخلافيات» باحتمال أن أبا بكر علم بذلك وأحب أن لا يرد غرض علي في كتمانه منه.
قال الحافظ: ويمكن أن يجمع بأن أبا بكر علم بذلك وظن أن عليا يدعوه لحضور دفنها، وظن علي أنه يحضر من غير استدعاء منه، وقد اتضح بحديث أسماء هذا للإمام أحمد وابن المنذر وفي جزمهما بذلك دليل على صحته عندهما فبطل ما رواه أنها غسلت نفسها، وأوصت ألا يعاد غسلها كما تقدم.
وبأن الناس كانوا لعائشة محرما فمع أيهم سافرت سافرت مع المحرم، وليس غيرها من النساء، كذلك نقله الطحاوي في «معاني الآثار» عن الإمام أبي حنيفة- رضي الله تعالى عنه-.
وبأن شيئا من شعره سقط في النار.
وبأنه مسح رأس أقرع فنبت شعره في وقته.
وبأنه وضع كفه على المريض فعقل من ساعته.
وبأنه صلى الله عليه وسلم غرس نخلا فأثمرت من عامها.
وبأنه هز عمر فأسلم من ساعته وقد تقدم بيان ذلك في أبواب المعجزات.
وبأن اصبعه المسبحة كانت أطول أصابعه وتقدم بيان بطلان ذلك في صفاته الحسية.
وبأنه صلى الله عليه وسلم ما أشار إلى شيء إلا أطاعه، وتقدم في المعجزات بيان ذلك.
قيل: وبأنه ما وطئ على صخر إلا وأثر، فيه وتقدم في باب طاعات الجمادات له إن ذلك لا أصل له، وإن اشتهر على ألسنة كثير من المداح.
وبأنه صلى الله عليه وسلم ما وطئ محلا إلا وبورك فيها كما تقدم بيانه في المعجزات.
وبأنه كان إذا تبسم في الليل أضاء البيت كما تقدم بيانه في صفاته الحسية. انتهى.