. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــQمَتْنُ نُخْبَةِ الْفِكْرِ فِي مُصْطَلَحِ أَهْلِ الْأَثَرِ مَعَ بَعْضِ تَعْلِيقَاتٍ عَلَيْهِ مِنْ الشَّرْحِ كِلَاهُمَا لِلْحَافِظِ بْنِ حَجَرٍ الْمُتَوَفَّى سَنَةَ 852 بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَزَلْ عَالِمًا قَدِيرًا وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ الَّذِي أَرْسَلَهُ إلَى النَّاسِ كَافَّةً بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا. " أَمَّا بَعْدُ " فَإِنَّ التَّصَانِيفَ فِي اصْطِلَاحِ أَهْلِ الْحَدِيثِ قَدْ كَثُرَتْ وَبُسِطَتْ وَاخْتُصِرَتْ فَسَأَلَنِي بَعْضُ الْإِخْوَانِ أَنْ أُلَخِّصَ لَهُ الْمُهِمَّ مِنْ ذَلِكَ. فَأَجَبْته إلَى سُؤَالِهِ رَجَاءَ الِانْدِرَاجِ فِي تِلْكَ الْمَسَالِكِ فَأَقُولُ:
الْخَبَرُ (الْحَدِيثُ) إمَّا أَنْ يَكُونَ لَهُ طُرُقٌ (أَسَانِيدُ) بِلَا عَدَدٍ مُعَيَّنٍ أَوْ مَعَ حَصْرٍ بِمَا فَوْقَ الِاثْنَيْنِ، أَوْ بِهِمَا أَوْ بِوَاحِدَةٍ. فَالْأَوَّلُ (الْمُتَوَاتِرُ) الْمُفِيدُ لِلْعِلْمِ الْيَقِينِيِّ بِشُرُوطِهِ (وَهِيَ عَدَدٌ كَثِيرٌ أَحَالَتْ الْعَادَةُ تَوَاطُؤَهُمْ عَلَى الْكَذِبِ رَوَوْا ذَلِكَ عَنْ مِثْلِهِمْ مِنْ الِابْتِدَاءِ إلَى الِانْتِهَاءِ وَكَانَ مُسْتَنَدُ انْتِهَائِهِمْ الْحَسَنُ، وَانْضَافَ إلَى ذَلِكَ أَنْ يَصْحَبَ خَبَرَهُمْ إفَادَةُ الْعِلْمِ لِسَامِعِهِ) وَالثَّانِي (الْمَشْهُورُ) وَهُوَ الْمُسْتَفِيضُ عَلَى رَأْيٍ (وَيُطْلَقُ الْمَشْهُورُ عَلَى مَا اُشْتُهِرَ عَلَى الْأَلْسِنَةِ) وَالثَّالِثُ (الْعَزِيزُ) وَلَيْسَ شَرْطًا لِلصَّحِيحِ خِلَافًا لِمَنْ زَعَمَهُ. وَالرَّابِعُ (الْغَرِيبُ) وَسِوَى الْأَوَّلِ آحَادٌ. وَفِيهَا الْمَقْبُولُ (وَهُوَ مَا يَجِبُ الْعَمَلُ بِهِ عِنْدَ الْجُمْهُورِ) وَفِيهَا الْمَرْدُودُ لِتَوَقُّفِ الِاسْتِدْلَالِ بِهَا عَلَى الْبَحْثِ عَنْ أَحْوَالِ رُوَاتِهَا، دُونَ الْأَوَّلِ.
وَقَدْ يَقَعُ فِيهَا مَا يُفِيدُ الْعِلْمَ النَّظَرِيَّ بِالْقَرَائِنِ عَلَى الْمُخْتَارِ (كَأَنْ يُخْرِجَ الْخَبَرَ الشَّيْخَانِ فِي صَحِيحِهِمَا أَوْ يَكُونَ مَشْهُورًا وَلَهُ طُرُقٌ مُتَبَايِنَةٌ، سَالِمَةٌ مِنْ ضَعْفِ الرُّوَاةِ وَالْعِلَلِ أَوْ يَكُونَ مُسَلْسَلًا بِالْأَئِمَّةِ الْحُفَّاظِ الْمُتْقِنِينَ حَيْثُ لَا يَكُونُ غَرِيبًا) ثُمَّ الْغَرَابَةُ إمَّا أَنْ