طَبَقَات النَّاس بِالنِّسْبَةِ للْعلم وَعَدَمه ثَلَاثَة كَمَا رُوِيَ عَن عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ: "عَالم رباني، ومتعلم على سَبِيل نجاة، وهمج رعاع أَتبَاع كل ناعق لم يستضيئوا بِنور الْعلم وَلم يلجئوا إِلَى ركن وثيق".
أما الْعلمَاء الربانيون فَهَؤُلَاءِ هم المجتهدون من أمة مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي كل زمَان وَمَكَان، بهم يقوم الدّين، وهم وَسِيلَة الْمُسلمين إِلَى معرفَة الْأَحْكَام وَفهم الْحَلَال وَالْحرَام وَلَيْسَ لنا مطمع فِي معرفَة الشَّرْع بدونهم وَلَا فِي إِدْرَاك الْكتاب وَالسّنة بِغَيْر واسطتهم فَتلك مزية كَانَت للصحابة وَلَيْسَت لغَيرهم2. فَلَا بُد لكل من أَرَادَ أَن يفهم الشَّرْع وَيدْرك علم الْكتاب وَالسّنة أَن يتَوَصَّل إِلَى ذَلِك بهم، وَكلما كَانَ هَؤُلَاءِ المجتهدون إِلَى زمن الصَّحَابَة أقرب كَانَ الصَّوَاب لديهم أغلب.