وقد عبّر عن ذلك ابن عدي حيث قال1: "بعض أحاديثه مستقيمة، وبعضها فيها إنكار" ا?.
والحاصل أن هذا الرجل يدور بين الترك فلا يعتبر به ولا يستشهد به لقول البخاري السابق؛ ولقول ابن حبان2: "كان ممن يقلب الأخبار والأسانيد، ولا يعلم، ويسند المراسيل، ولا يفهم، فلما كثر ذلك في حديثه وفحش استحق الترك" ا?. وبين أن يعتبر به ويستشهد به.
والذي أميل إليه من الحكم بعد هذا الاستعراض أنه ضعيف يكتب حديثه للاعتبار، ولا يحتج به إذا انفرد.
وهذا –في نظري- هو القول الوسط فيه، وهو قول الأكثرية وفيهم المعتدل كالدارقطني، والمتشدد كابن معين، وأبي حاتم.
وبعد فهذا الحكم هو ما حكم به ابن حجر في "تقريب التهذيب"، حيث قال3: "صالح بن محمد بن زائدة المدني أبو واقد الليثي الصغير ضعيف4، من الخامسة، مات بعد الأربعين أي ومئة، روى له أبو داود،