زهره التفاسير (صفحة 6484)

110

(قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا (110)

(ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ) ناده باسم اللَّه أو باسم الرحمن، فإنهما صفات اللَّه تعالى، وله أسماء غيرهما تدل على جلاله وكبريائه، واتصافه بكل كمال، وذاته العلية واحدة وقوله تعالى: (أَيًّا مَّا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى) الأسماء التي تبلغ أعلى درجات الحسنى، التي ليس فوقها درجة، الحسنى مؤنث الأحسن، وأفعل التفضيل ليس على بابه، لأنه لا مفاضلة بين أسماء اللَّه تعالى، وأسماء غيره، (أَيًّا مَّا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى)، (أَيًّا) مفعول لـ (تَدْعُوا)، والتنوين عوض عن المضاف المحذوف و (مَا) صلة لتوكيد الكثرة في (أَيًّا)، أي أيَّا من الأسماء تدعو مهما يكن قدرها؛ فذلك سائغ لأن له الأسماء فإنه سبحانه له الأسماء الحسنى، على ما شرحنا.

وكان ذكر الدعاء بالرحمن أنه كالدعاء، واختص ذكر الرحمن بالذكر من صفات أللَّه تعالى وأسمائه الحسنى؛ لأن العرب كما قيل لَا يعرفون الرحمن إلا رحمان اليمامة، أو كما روي، وفي صحاح السيرة أن المشركين عندما أخذ علي يكتب العهد في صلح الحديبية قال: بسم اللَّه الرحمن الرحيم، قالوا أما الرحيم فنعرفه، وأما الرحمن فلا نعرفه اكتب باسمك اللهم (?)، فاللَّه سبحانه بين بهذا أن الرحمن اسم اللَّه، وأن غيره من الأسماء الحسنى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015