متوافراً، وأخرب حصوناً كثيرة من حصون المسلمين، وأسر محمد ين ناصر الدولة.
ومنها: غزوة مغارة الكحل: غزا سيف الدولة في سنة ثمان وقيل تسع وأربعين وثلاثمائة بلاد الروم، فقتل، وسبى. وعاد غانماً يريد درب مغارة الكحل، فوجد ليون بن الفقاس الدمستق قد سبقه إلية، فتحاربوا فغلب سيف الدولة. وارتجع الروم ما كان أخذه المسلمون، وأخذوا خزانة سيف الدولة وكراعه وقتل فيها خلق كثير.
وأسر أبو فراس الحارث بن سعيد بن حمدان وترك بخرشنة. وأسر علي بن منقذ بن نصر الكناني فلم يؤخذ له خبر. وأسر مطر بن البلدي، وقاضي حلب أبو حصين الرقي، وقتلا. وقيل: إن أبا حصين قتل في المعركة فداسه سيف الدولة بحصانه، وقال: لا رضي الله عنك، فإئك كنت تفتح لي أبواب الظلم. وقيل إنهم لما أخذوا الطرق على سيف الدولة وثب به حصانه عشرين ذراعاً. وقيل أربعين، فنجا في نفر قليل.
وولى سيف الدولة، بعد قتل أبي حصين، أحمد بن محمد بن ماثل
قضاء حلب، وكان قد عزله بأبي حصين حين ملك. وذلك أنه لما قدم حلب خرج للقائه أبو طاهر بن ماثل فترجل له أهل حلب، ولم يترجل القاضي لأحد، فاغتاظ سيف، الدولة وعزله.
ثم قدم سيف الدولة من بعض غزواته فترجل له ابن ماثل مع التاس. فقال له: ما الذي منعك أولاً، وحملك ثانياً؟. فقال له: تلك المرة لقيتك وأنا قاضي المسلمين، وهذه الدفعة لقيتك، أنا أحد رعاياك فاستحسن منه ذلك.
فلما قتل أبو حصين أعاده إلى القضاء. وولى سيف الدولة أيضاً قضاء حلب أبا