وغيرها، وحسن له جماعة من أصحابه، أن يسير إلى قلعة تل باشر، ويستولي عليها، وينزعها من نواب أتابكه شهاب الدين طغرل، وأن يبقي عليه رستاقها، وأن لا يكون شيء من القلاع إلا بيده، فنمى الخبر إلى أتابك، فسير إلى الوالي، وأمره أن لا يعارضه في القلعة، وأن يسلمها إليه، وكان له بها خزانة، فاستدعاها.

وخرج السلطان إلى عزاز، وكانت في يد والدة أخت الملك الصالح، وأولادها بني ألطنبغا، عوضهم بها أتابك عن بهسنى، بعد قتل الرومي كيكاوس الطنبغا، فصعد إلى قلعتها، وولى بها والياً من قبله، وأبقى عليهم ما كان في أيديهم من بلدها.

ثم سار السلطان من عزاز، إلى تل باشر، وصعد إلى القلعة، وولى فيها والياً من جهته، وانترعها من أيدي نواب أتابكه.

وبلغه أخذ الخزانة، من تل باشر، فسير من اعترض أصحاب أتابك في الطريق، فأخذ الخزانة منهم، وكان يظن أن بها مالاً طائلاً، فلم يجد الأمر كما ذكر، فأعادها على أتابك، فامتنع من أخذها، وقال: أنا ما ادخرت المال إلا لك.

ثم دخل السلطان إلى حلب، وكان ذلك كله، في شهر رمضان، من سنة تسع وعشرين وستمائة.

ثم إن السلطان الملك العزيز، خرج في خرجاته، لرمي البندق إلى حارم، وتوجه منها إلى دركوش ثم إلى أفامية، في سنة ثلاثين وستمائة،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015