فعلم الملك الناصر، أئهما قد توافقا على أخذ دمشق، وكال أيبك المعظمي معه فأشار عليه بالرحيل إلى دمشق، فقوض خيامه، وسار، ولم يمكن الملك الأشرف منعه، ومضى إلى دمشق، وشرع في تحصينها.

فسار الملك الأشرف بجيوش حلب، ونزل على دمشق، وقطع عنها الماء، فخرج عسكر دمشق، وقاتلوا أشد القتال، حتى أعادوا الماء إليها، ووصل الملك الكامل، في جمادى الأولى، بالعساكر المصرية، وخيموا جميعاً على دمشق.

وسار القاضي بهاء الدين، وفي صحبته أكابر حلب وعدولها إلى دمشق، لعقد المصاهرة بين الملك العزيز والملك الكامل. ووصل إلى ظاهر دمشق من ناحية ضمير.

وخرج الملك الكامل من المخيم، والتقاه، وأنزله في المخيم، بالقرب من مشهد القدم. وأحضره إلى خيمته، وقدم ما وصل على يده، للملك الكامل. ثم نقله بعد ذلك إلى جوسق الملك العزيز بالمزة.

وكان يتردد إليه الملك الكامل، في بعض الأوقات، إلى أن اتفق الأمر، على أن حمل الذهب الواصل، لتقدمة المهر، والجواري، والخدم، والدراهم، والمتاع. وعقد العقد بحضور الملك الأشرف، في مسجد خاتون.

وتولى عقد النكاح عماد الدين ابن شيخ الشيوخ عن الملك الكامل، لابنته فاطمه خاتون، على صداق، مبلغه خمسون ألف دينار. وقبل القاضي بهاء الدين العقد عن الملك العزيز، وذلك في سحرة يوم الأحد سادس عشر شهر رجب.

وخلع الملك الكامل على القاضي، وعلى جميع أصحابه، وعلى الحاجي بشر أمير لالا الملك العزيز، بعد أن فتحت دمشق. وعاد القاضي ومن كان في صحبته إلى حلب.

واستقر أن يأخذ الملك الكامل من الملك الأشرف، عوضاً عن دمشق: حران، والرها، والرقة، وسروج، ورأس عين. وسار الملك الأشرف إلى بعلبك، فحضرها إلى أن أخذها من صاحبها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015