وطلبه ولده الملك الظاهر أن يتوجه معه إلى حلب، فسار معه إليها، ودخلها في حادي عشر شعبان، وأقام بقلعتها ثلاثة أيام في ضيافة الملك الظاهر، وأنعم الملك الظاهر على جماعة كثيرة من عسكره، فأشفق السلطان عليه. وسار من حلب في رابع عشر شعبان، فوصل دمشق قبل دخول شهر رمضان.
فسار في أوائل شهر رمضان حتى نزل صفد، ونصب عليها المناجيق، وداومها بالقتال حتى تسلمها بالأمان في رابع عشر شوال. وكان أصحابه الدين جعلهم على حصار الكرك لازموا الحصار هذه المدة العظيمة، وصابرهم من بها من الفرنج، حتى فنيت أزوادهم وذخائرهم، وأكلوا دوابهم. فراسلوا أخا السلطان الملك العادل وكان قريباً منهم، منارلاً بعض القلاع فطلبوا منه الأمان فأمنهم، وتسلمها. وتسلم أيضاً الشوبك، وغيرها من القلاع التي تجاورها.
ثم سار السلطان من صفد إلى كوكب، ف نزل على سطح الجبل، وأحدق العسكر بالقلعة، وضايقها بالقتال، حتى تمكن النقب من سورها، فطلب أهلها الأمان فتسلمها في النصف من ذي القعدة. وسار بعد ذلك بمدة إلى بيت المقدس فدخله يوم الجمعة ثامن ذي الحجة، وسار إلى عسقلان مودعاً أخاه الملك العادل وكان متوجها إلى مصر، فأخذ من أخيه عسقلان، وأعطاه الكرك. وتوجه لتفقد البلاد الساحلية ودخلت سنة خمس وثمانين وخمسمائة وهو بعكا. وتوجه إلى دمشق فدخلها مستهل صفر.
ثم توجه في الثالث من شهر ربيع الأول، إلى مرج فلوس محاصراً لشقيف أرنون، ورحل من مرج فلوس، فأتى مرج عيون، وهو قريب من شقيف أرنون في سابع عشر ربيع الأول.