ورحل، حتى صار بينه وبين الموصل مقدار فرسخ فكان يجري القتال بين العسكرين، وبذل أهل الموصل نفوسهم في القتال لرده النساء، وندم السلطان على ردهن، وافتتح تل عفر، فأعطاها عماد الدين صاحب سنجار.

وأقام على حصار الموصل شهرين، ثم رحل عنها، وجاءه الخبر بموت شاه أرمن، وكاتبه جماعة من أهل خلاط، فترك الموصل طمعاً في خلاط فاصطلح أهل خلاط مع البهلوان صاحب أذربيجان، فنرل السلطان على ميافارقين، وكان صاحبها قطب الدين ايلغاري بن ألبي بن تمرتاش، وملك بعده حسام الدين يولق أرسلان، وهو طفل، فطمع في أخذها، ونازلها، فتسلمها من واليها، وزوج بعض بنيه ببنت الخاتون بنت قرا أبى سلان، ثم عاد إلى الموصل عند إياسه من خلاط، فوصل إلى كفرزمار، في شعبان، من سنة إحدى وثمانين، فأقام بها مدة، والرسل تتردد بينه وبين عز الدين.

فمرض السلطان بكفرزمار، فسار عائداً إلى حران، وأتبعه عز الدين بالقاضي بهاء الدين بن شداد، وبهاء الدين الربيب، رسولين إليه في موافقته على الخطبة والسكة، وأن يكون معه عسكر من جهته، وأن يسلم إليه شهرزور، وأعمالها، وما وراء الزاب.

الشفاء وإعادة التوزيع

واشتد مرض السلطان بحران في شوال، وأيس منه، وأرجف بموته، ووصل إليه الملك العادل من حلب، ومعه أطباؤها، واستدعى المقدمين من الأمراء من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015