وبذل له أموالاً كثيرة ليقتل الملك الناصر، فقفزوا عليه، فحماه الله منهم، وقتلوا.
وبقي محاصراً حلب إلى سلخ جمادى الآخرة، وكان كمشتكين قد أرسل إلى سيف الدين غازي يستنجده، وكان ريمند صاحب طرابلس الذي أسره نور الدين قد أطلقه كمشتكين بمائة ألف وخمسين ألفا صورية، في هذه السنة. وصار موضع مري ملك الفرنج، فأرسل من بحلب إليه يطلبون منه أن يقصد بعض البلاد التي بيد الملك الناصر، ليرحل عنهم، فسار إلى حمص ونازلها، فرحل الملك الناصر عن حلب، مستهل شهر رجب. فلما نزل الرستن رحل الفرنج عن حمص، ووصل الملك الناصر إليها، وحصر قلعتها إلى أن تسلمها.
وسار إلى بعلبك، فتسلمها وقلعتها، فى رابع شهر رمضان، من سنة سبعين وخمسمائة.
وأما سيف الدين غازي فإنه جمع عساكره، وكاتب أخاه عماد الدين زنكي صاحب سنجار، لينزل إليه بعساكره ليجتمعا على نصرة الملك الصالح، فامتنع. وكان الملك الناصر قد كاتبه، وأطمعه في ملك الموصل، لأنه الكبير من أولاد أبيه، فمضى سيف الدين إلى سنجار محاصراً لها، وسير عسكراً كثيراً إلى حلب مع أخيه عز الدين مسعود، مع أكبر أمرائه زلفندار، فوصل عز الدين إلى حلب،