وأما فلاحو حلب فإنهم يذكرون عنه ضد ذلك.

وكانت الأسعار في السنة التي توفي فيها رخية جدا. الحنطة ست مكايك بدينار، والشعير اثنا عشر مكوكاً بدينار والعدس أربع مكايك بدينار، والجلبان خمسة مكايك بدينار، والقطن ستون رطلاً بدينار، والدينار هو الذي جعله أتابك دينار الغلة، وقدره خمسون قرطيساً برساً وذلك لقلة العالم.

ولما قتل افترقت عساكره فأخذ عسكر حلب ولده نور الدين أبا القاسم محمود بن زنكي، وطلبوا حلب فملكوه إياها، وأخذ نور الدين خاتمه من إصبعه قبل إلى حلب. وسار أجناد الموصل بسيف الدين غازي إلى الموصل وملكها.

وبقي أتابك وحده، فخرج أهل الرافقة فغسلوه بقحف جرة، ودفنوه على باب مشهد علي رضي الله عنه في جوار الشهداء من الصحابة رضوان الله عليهم وبنى بنوه عليه قبة، فهي باقية إلى الآن.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015