شعبان على عقرقوف فكسرهما. وعاد أتابك زنكي إلى الموصل، وسار دبيس إلى السلطان سنجر.
ووقع بين الفرنج، في هذه السنة، فتن. وقتل بعضهم بعضاً، وقتل صاحب زردنا، ونزل التركمان على بلد المعرة وكفر طاب، وقسموا المغلات، فاجتمع الفرنج وهزموهم عن البلد، وفتحوا حصن قبة ابن ملاعب، وأسروا منه بنت سالم بن مالك وحريم ابن ملاعب، وخربوا الموضع.
وأوقع الأمير سيف الدين سوار بفرنج تل باشر، وقتل منهم خلقاً كثيراً، ووثب قوم من أهل الجبل على حصن القدموس، فأخذوه وسلموه إلى سيف الملك بن عمرون، فاشتراه أبو الفتح الداعي الباطني منه.
ووصل صاحب القدموس إلى أنطاكية، وجمع وخرج إلى نواز، وسار إلى قنسرين في جموع الفرنج، والتقوا بعسكر حلب وسوار، في سنة ثمان وعشرين في ربيع الأول، فكسروا المسلمين وقتلوا أبا القاسم التركماني، وكان شجاعاً، وقتلوا القاضي أبا يعلى بن الخشاب، وغيرهما.
وتحول الفرنج إلى النقرة، فصالحهم سوار والعسكر، فأوقعوا بسرية منهم، فقتلوهم، وعادوا برؤوسهم وأسرى منهم، فسر الناس بذلك بعد مساءتهم بالأمس.