وظهر في سنة إحدى وأربعين ومائة قوم يقال لهم الراوندية، خرجوا بحلب وحران. وكانوا يقولون قولاً عظيماً. وزعموا أنهم بمنزلة الملائكة. وصعدوا تلا بحلب، فيما قالوا ولبسوا ثياباً من حرير وطاروا منه فتكدوا وهلكوا. ودام صالح في ولاية حلب إلى أن مات في سنة اثنتين وخمسين ومائة.

ورأيت فلوساً عتيقة، فتتبعت ما عليها مكتوب فإذا أحد الجانبين مكتوب عليه: ضرب هذا الفلس بمدينة حلب سنة ست وأربعين ومائة. وعلى الجانب الآخر: " مما أمر به الأمير صالح بن علي أكرمه الله ".

ولما مات صالح بن علي تولى حلب وقنسرين بعده ولده الفضل بن صالح، واختار له العقبة بحلب، فسكنها وأقام بحلب والياً مدة. ثم ولى المنصور بعد موسى بن سليمان الخراساني. ومات المنصور سنة ثمان وخمسين،

وموسى على قنسرين وحلب. ورأيت فلوساً عتيقة فقرأت عليها: " ضرب هذا الفلس بقنسرين سنة سبع وخمسين ومائة ". وعلى الجانب الآخر: " مما أمر به الأمير موسى مولى أمير المومنين ".

خلافة المهدي

ولما ولي المهدي خرج عبد السلام بن هاشم الخارجي بالجزيرة، وكثر أتباعه فلقيه جماعة من قواد المهدي، فهزمهم، فبعث المهدي إليه جنوداً كثيرة، فهرب منهم إلى قنسرين، فلحقوه فقتلوه بها في سنة اثنتين وستين ومائة، وكان مقدم الجيش شبيباً.

وعزم المهدي على الغزو فخرج حتى وافى حلب سنة ثلاث وستين ومائة، والتقاه العباس بن محمد إلى الجزيرة، وأقام له النزل في عمله، واجتاز معه على

طور بواسطة نورين ميديا © 2015