صالح، حتى بلغ إلى الديار المصرية، خلف مروان بن محمد، فأدركه ببوصير فقتله، ثم عاد إلى دمشق بعده.
وذكر ابن الكلبي: وقدم بالس قائد من قواد عبد الله بن علي، في مائة وخمسين فارساً وتقدم إلى الناعورة فعبث بولد مسلمة بن عبد الملك ونسائهم وكانوا مجاورين أبا الورد بحصن مسلمة بالناعورة وببالس فشكا بعضهم ذلك إلى أبي الورد الكلابي، فخرج من مزرعته خساف في عدة من أهل بيته، وخالف وبيض، وجاء إلى الناعورة، والقائد المذكور نازل بحصن مسلمة بها، فقاتله حتى قتله ومن معه، وأظهر الخلع والتبييض، ودعا أهل حلب وقتسرين إلى ذلك فأجابوه. فبلغ ذلك عبد الله بن علي، وهو بدمشق، فوجه أخاه عبد الصمد بن علي، في زهاء عشرة آلاف فارس، ومعه ذؤيب بن الأشعث على حرسه،
والمخارق بن عفان على شرطه، فسار أبو الورد إليه، وجعل مقدم جيشه وصاحبه أبا محمد بن عبد الله بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، وأبو الورد مدبر الجيش، ولقيهم فهزم عبد الصمد ومن معه.
فلما قدم عبد الصمد على أخيه عبد الله أقبل عبد الله بن علي بعسكره لقتال أبي محمد وأبي الورد، ومعه حميد بن قحطبة، فالتقوا في سنة اثنتين وثلاثين ومائة، في آخر يوم من السنة، واقتتلوا بمرج الأجم، وثبت لهم عبد الله وحميد فهزموهم. وقتل أبو الورد. وأمن عبد الله بن علي أهل حلب وقتسرين وسودوا وبايعوا. ثم انصرف راجعاً إلى دمشق فأقام بها شهراً.
فبلغه أن العباس بن محمد بن عبد الله بن يزيد بن معاوبة بن أبي سفيان السفياني قد لبس الحمرة، وخالف، وأظهر المعصية بحلب، فارتحل نحوه حتى