أنطاكية وعسكر الرها فنزلوا المسلمية، وقتلوا بعض أهلها، وقطعوا على عدة مواضع قطائع أخذوها، وأقاموا ببلد حلب أياماً، وراسلوا الملك رضوان.

واستقر الحال على سبعة آلاف دينار وعشرة رؤوس من الخيل، ويطلقون الأسرى ما خلا من أسروه على المسلمية من الأمراء، وذلك في سنة ست وتسعين ثم خرج الفرنج من تل باشر وأغاروا على بلد حلب الشمالي والشرقي، وأحرقوه، وتكرر ذلك منهم، ونزلوا على حصن بسرفوث، وفتحوه بالأمان، ووصلوا إلى كفرلاثا، فكبسهم بنو عليم فانهزموا إلى بسرفوث.

ووقع بين الفرنج وبين سكمان وجكرمش وقعة عظيمة استظهر فيها المسلمون، وهلك الفرنج وأسر القمص، وغنم المسلمون غنيمة عظيمة.

انتصارات رضوان وموت دقاق

وكان الملك رضوان قد سار إلى الفرات ينتظر ما يكون من خبر الفرنج، فلما وصله الخبر أنفذ إلى الجزر وغيره من أعمال حلب التي في أيدي الفرنج، فأمرهم بالقبض على من عندهم من الفرنج، فوثب أهل الفوعة وسرمين، ومعرة مصرين وغيرها، ففعلوا ذلك.

وطلب بعض الفرنج الأمان من رضوان فأمنهم من القتل، وحملهم أسرى، ولم يبق بأيدي الفرنج غير الجبل و " هاب " وحصون المعرة، وكفرطاب، وصوران.

فوصل شمس الخواص وفتح صوران، فهرب من كان بلطمين وكفرطاب وبلد المعرة والبارة إلى أنطاكية، وسلموها إلى رضوان وأصحابه ما خلا " هاب " واسترجع رضوان بالس والفايا ممن كان بهما من أصحاب جناح الدولة

وجرى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015