قدم على الأندلس عَرَبِيّ المرمى، بادسى المنتمى، يتعاطى الْأَدَب والتدوين، ويسترفد الْأُمَرَاء والسلاطين، وقصدني لأريش جنَاح أمله، وأكون ذَرِيعَة إِلَى نجح عمله، وَرفع لي كتابا فِي السياسة لَا يَخْلُو من نبل، وسلوك طرق للإتقان وسبل.
كريم الانتما، مستظل بأغصان الشَّجَرَة الشما، من رجل سليم الضَّمِير، ذُو بَاطِن أصفى من المَاء النمير. لَهُ فِي الشّعْر طبع يشْهد بعروبية أُصُوله، ومضاء نصوله. وَقد أثبت من شعره مَا يَتَّضِح فِي البلاغة سَبيله وَيشْهد بِعِتْق الْجواد صهيله.
مَحْسُوب فِي طلبتها الجلة، ومعدود فِيمَن طلع بأفقها من الْأَهِلّة. رَحل إِلَى الْمشرق، وَقد أُصِيب ببصره، واستهان فِي جنب الاستفادة بِمَشَقَّة سَفَره. وشعره كثير.
من أدباء المؤدبين، ونبلاء المتسرعين، إِلَى النّظم المنتدبين. لَو أدْركهُ الْحَافِظ فِي أَوَانه، لَكَانَ طرفه من طرف ديوانه. غَرِيب فِي أَحْكَامه، معتن بمده وقصره، ورومه وأشمامه، جهير النغمة عِنْد رد سَلَامه، محسن الظَّن بِمَا يصدر عَنهُ من كَلَامه، وشعره من النمط الَّذِي يُونُس فِي الأسمار وَيجْرِي من الفكاهة على مضمار.