متحل من الحياد والعفاف، بِأَحْسَن الْحلِيّ والأوصاف، مستظل من فضل سلفه بِروح داني القطاف. أَبوهُ رَحمَه الله شيخ الْعمَّال الَّذِي لَا يدافع عَن منقبة جليلة، وَلَا يزاحم فِي بَاب مأثرة جميلَة. وَجَاء وَلَده هَذَا، جَارِيا على عقبه، سالكا على السَّبِيل الْأَلْيَق بِهِ، لَوْلَا أَن الْحمام اخترمه سَرِيعا وأذبل مِنْهُ غصنا مريعا.
هشوش مَقْبُول، متخلق حمول، ووعده بالمشاركة مفعول، تعرض بِالْبَابِ العلى واقتحم، وَتقدم فَمَا أحجم، وَأنْشد قصيدة أحكم إيرادها، بِصَوْت شج، ونغمة لِبَاس حسنها غير رشا وَلَا منبهج، فَوَقع عَلَيْهِ الْقبُول، وتسنى لَهُ من النِّعْمَة المأمول، واتصل لَهُ ذَلِك فصلحت حَاله، ونجحت آماله، وعَلى كَونه لَو كَانَ شَاعِرًا لَكَانَ من شَوَاهِد بَيت الْخَفِيف، أَو مثلا لَكَانَ حجَّة الأهوج على الحصيف، فَهُوَ من أهل الذكاء مَعْدُود، وَله فِي السرادة والمشاركة مَذْهَب مَحْمُود.
كهام الْحَد، ملغى عَن الْمعد، جهد أَن يلْحق فقصر بَاعه، وَنبت طباعه، وَلَا يَخْلُو مَعَ ذَلِك من نبل وانقباض، وذكاء فِي بعض الْأَغْرَاض.
مِمَّن يمت بِحَسب، وَيرجع إِلَى نظم وأدب، وينتحل على ضعف الأدوات شعرًا رائقا، وبالطلبة الغر لائقا.
شَاعِر مطبع، وعامر حمى من الْأَدَب وَربع، حجَّة من حجج الغرائز فِي الْعَالم الْجَائِز، يتدفق تدفق الْفُرَات، ويتتبع الْمعَانِي كَأَنَّمَا يطْلبهَا بالتراث، فَيَأْتِي بِكُل