شَاعِر مجيد حرك الْكَلَام، وَلَا يقصر عَن دَرَجَات الْأَعْلَام. رَحل إِلَى الْحجاز لأوّل أمره، وَجدّة عمره، فطال بالبلاد المشرقية ثواؤه، وعميت أنباؤه. وعَلى هَذَا الْعَهْد وَقعت على قصيدة بِخَطِّهِ غرضها نبيل. ومرعاها غير وبيل، تدل على نفس وَنَفس، وإضاءة قبس.
يَخُوض فِي الْأَدَب، ويتمسك مِنْهُ بِبَعْض السَّبَب، وَعذر مثله وَاضح الْمَذْهَب وَهُوَ رجل صَالح، وَمذهب فِي الْفضل وَاضح.
لبق ذكي، طبعه غير بكي، سكن الْبَادِيَة إِمَامًا، وَأقَام بهَا أعواما، وَله فِي ذَلِك مقامة جلت عَن الظّرْف مقَاما، واستوفت من الذكاء أقساما.
مِمَّن نبغ ونجب، وَحقّ لَهُ الْفَصْل بِذَاتِهِ وَوَجَب. تحلى بوقار، وشعشع للأدب كأس عقار، إِلَّا أَنه اخترم فِي اقتبال، وَأُصِيب للأجل بتبال.
مَجْمُوع شعر وَخط، وذكا عَن دَرَجَة الظرفاء غير منحط. إِلَى مجادة أثيلة الْبَيْت، شهيرة الْحَيّ وَالْمَيِّت، نَشأ فِي حجر الشّرف وَالنعْمَة، محفوفا بالمالية الجمة، فَلَمَّا عقل عَن ذَاته، وترعرع بَين لداته، ركض خُيُول لذاته، فَلم يدع مِنْهَا ربعا إِلَّا أقفره، وَلَا عقارا إِلَّا عقره، حَتَّى حط بساحلها، وَاسْتولى بسفر الأنفاق على جَمِيع مراحلها، إِلَّا أَنه خلص بِنَفس طيبَة، وسراوة سماؤها صيبة، وتمتع مَا شَاءَ من زير ويم، وَأنس لَا يعْطى القياد لَهُم، وَفِي عَفْو الله سَعَة، وليسر مَعَ التَّوَكُّل عَلَيْهِ ضعة.