مادته، ووضوح جادته، فشعره قَلِيل البشاشة، ذَاهِب الحشاشة، وَذُو الْإِكْثَار، كثير العثار. وَله سلف يَخُوض فِي الْحَقَائِق، وينتحل بعض الْكَلَام الرَّائِق.
منتم بدين وعفة، آو إِلَى نفس بِالْعرضِ الْأَدْنَى مستخفة، مِمَّن ينْزع إِلَى سلوك ورياضة، وَيفِيض فِي طَرِيق الْقَوْم بعض إفَاضَة.
مِمَّن يتشوف إِلَى المعارف والمقالات، ويرتاح إِلَى الْحَقَائِق والمحالات، ويشتمل على نفس رقيقَة، ويسير من تَعْلِيم الْقُرْآن على خير طَريقَة، ويعاني من الشّعْر مَا يشْهد بنبله، ويستظرف من مثله.
مشمر فِي الطّلب عَن سَاق، مثابر على اللحاق بدرجات الحذاق، منتحل للعربية جاد فِي إحصاء خلَافهَا، ومعاطاة سلافها. وَرُبمَا شرست فِي المذاكرة أخلاقه، إِذا بهرجت أعلاقه، ونوزع تمسكه بِالْحجَّةِ واعتلاقه، ورحل إِلَى الْمغرب فاستجدى بالشعر سُلْطَانه، ثمَّ رَاجع أوطانه.
منتم إِلَى زهد، باذل فِي التمَاس الْخَيْر كل جهد. نظمه لَا يَخْلُو من حلاوة، ومعانيه فِي طَرِيقه عَلَيْهَا بعض طلاوة.
كَاتب سجلات لَا يساجل فِي صِحَة فصولها، وتوقيع فروعها على أُصُولهَا، وَكلما طلب بالنظم القريحة، وأعمل الفكرة الصَّرِيحَة، مَعَ إقلاله، وَعدم استعجاله، أجابت ولبت، وتنسمت رياحها وهبت.