إِذْ جعل الْمولي الْمُقَدّس المرحوم أَبَا الْحسن مقدمه وأباه وجده سبقه، يرى بركم بِهَذَا اللَّحْد الْكَرِيم قد طُنب عَلَيْهِ من الرِّضَا بساطا، وأعلق بِهِ يَد الْعِنَايَة المرينية اهتماما واغتباطا، وحرر لَهُ أَحْكَام الْحُرْمَة نصا جليا واستنباطا، وَضمن لَهُ. بِحسن العقبى التزاما واشتراطا، وَقد عقد النَّصْر بطرِيق رحمتكم المنتظرة المرتقبة، وَمد الْيَد إِلَى لطائف شفاعتكم الَّتِي تتكفل بِعِتْق المَال، كَمَا تكفلت بِعِتْق الرَّقَبَة، وَشرع فِي المراح بميدان نعمتكم. بعد اقتحام هَذِه الْعقبَة، كَمَا شنفت لآذان الْبُشْرَى، الَّتِي لم يبْق طَائِر إِلَّا سجع بهَا وَصرح، وَلَا شهَاب دجنة إِلَّا اقتبس من نورها واقتدح، وَلَا صدر إِلَّا انْشَرَحَ، وَلَا غُصْن عطف إِلَّا مرح، بشرى الْفَتْح الْقَرِيب، وَخبر النَّصْر الصَّحِيح الْحسن الْغَرِيب، ونبأ الصنع العجيب، وهدية السَّمِيع الْمُجيب، فتح تلمسان الَّذِي قلد المنابر عُقُود الابتهاج، ووهب الْإِسْلَام منحة النَّصْر غنية عَن الْهياج، وألحف الْخلق ظلا ممدودا، وَفتح بَاب الْحق، وَكَانَ مسدودا، وَأقر عُيُون أَوْلِيَاء الله الَّذين يذكرُونَ الله قيَاما وقعودا، وأصرع لسيف الْحق جباها أبيَّة وخدودا، وملككم من أبيكم، الَّذِي امتار عَلَيْهِ الْأَمْوَال، وخاطر من دونه الْأَهْوَال، وأخلص الضراعة وَالسُّؤَال، من غير كد يغمر عطف المسيرة، وَلَا يجْهد يكدر صفو النِّعْمَة الثرة، وَلَا حصر ينفض بِهِ المنجنيق ذؤابة، ويطهر بِتَكَرُّر الرُّكُوع إنابته. وَالْحَمْد لله الَّذِي أقَال العثار، ونظم بدعوتكم الانتثار، وَجعل ملككم يجدد الْآثَار، وَيَأْخُذ الثار. وَالْعَبْد يمنى مَوْلَاهُ، بِمَا أنعم الله عَلَيْهِ واولاه، وَمَا أجدره بالشكر وأولاه، فَإِذا أجال العَبْد قداح السرُور، فللعبد الْمُعَلَّى والرقيب، وَإِذا استمنحوا حظوظ الجذل. على الْقسم الوافر والنصيب. وَإِذا اقتسموا فَرِيضَة شكر الله، فلى الْفَرْض والتعصيب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015