سعدك وبارق رعدك، ومنجز وَعدك، أرْضى ولدك، وَرَيْحَانَة خلدك، وشقة نَفسك والسرحة الْمُبَارَكَة من عزمك، وَبدر شمسك، وموصل عَمَلك الْبر إِلَى رمسك. فقد ظهر عَلَيْهِ أثر دعواتك فِي حلولك وأعقاب صلواتك، فكلمتك والْمنَّة لله بَاقِيَة، وحسنتك إِلَى مَحل الْقبُول راقية، يرْعَى بك الْوَسِيلَة، وَيتم مقاصدك الجميلة، أَعَانَهُ الله ببركة رضاك على مَا قَلّدهُ، وَعمر بتقواه يَوْمه وغده، وَأنْفق فِي السعد أمده، وَأطلق بِالْخَيرِ يَده، وَجعل الْمَلَائِكَة أنصاره، والأقدار عدده. وإنني أَيهَا الْمولى الْكَرِيم، الْبر الرَّحِيم، لما اشتراني وراشني وبراني وتعبدني بإحسانه. واستعجل استخلاصي خطّ بنانه، لم أجد مُكَافَأَة إِلَّا التَّقَرُّب إِلَيْهِ، وبرثائك، وإغراء لساني بتخليد عليائك، وتعفير الْوَجْه فِي حَرمك، والإشادة بعد الْمَمَات بمجدك وكرمك، ففتحت فِي هَذَا الْغَرَض، إِلَى الْقيام بحقك. الَّذِي لولاه لاتصلت الْغَفْلَة عَن أَدَائِهِ، وتمادت فِيهَا سبّ الألسن وَلَا كَادَت، متميزا بِالسَّبقِ إِلَى أَدَاء هَذَا الْحق، باديا بزيارة قبرك، الَّذِي رحلته، الغرب فِيهَا نوبت من رحْلَة الشرق، وعرضته عَلَيْهِ، فأقطعه إِثْر مواقع الِاسْتِحْسَان، وَجمع بَين الشُّكْر والتنويه وَالْإِحْسَان. وَالله يَجعله عملا مَقْبُولًا، ويبلغ فِيهِ من الْقبُول مأمولا، ويتغمد من ضاجعته من سلفك الْكَرِيم بالمغفرة الصيبة، والتحيات الطّيبَة. فَنعم الْمُلُوك الْكِبَار، وَالْخُلَفَاء الْأَحْرَار، وَالْأَئِمَّة الأخيار. الَّذين كرمت مِنْهُم السّير، وَحسنت الْأَخْبَار، وَسعد بعزماتهم الجهادية الْمُؤْمِنُونَ، وشقى الْكفَّار، وصلوات الله بدءا وعودا، على الرَّسُول الَّذِي اصطفاه وَاخْتَارَهُ، فَهُوَ الْمُصْطَفى الْمُخْتَار، وعَلى آله وَصَحبه الَّذين هم السَّادة الأخيار، وَسلم تَسْلِيمًا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015