مَأْمُورا. أَمر بِهِ وأمضاه، وَأوجب حكمه وَمُقْتَضَاهُ، الْأَمِير عبد الله مُحَمَّد ابْن أَمِير الْمُسلمين أبي الْحجَّاج ابْن أَمِير الْمُسلمين أبي الْوَلِيد بن نصر، أيد الله أمره، وَأَعْلَى ذكره لقرة عينه وَمُقْتَضى حَقه فِي الْعدَد وَدينه، [وعضد درعه] آيَة لوحه، ودرة قلادته، وذرى أفلاك مجادته، وَسيف نَصره، وهلال قصره، وزينه عصره، ومتقبل هَدْيه ورشده، ومظنة إشراف سعده، وإنجاز وعده، وَلَده الأسعد، وسليل ملكه الْمُؤَيد، الْأَمِير الْأَجَل الْأَعَز الأسمى الْأَسْنَى الأطهر الْأَظْهر الْأَعْلَى، لابس أَثوَاب رِضَاهُ، وَنعمته، ومنحة الله لنصره وخدمته، ومظهر عز نَصره، وَبعد همته، الراضى الْعَالم الْمُجَاهِد، حامي الْحمى، تَحت ظلّ الْإِسْلَام، الَّذِي يَأْمَن بِهِ من إضاعته، المحرز مزايا الْأَعْمَال الطاهرة، حَظّ الشَّهْر فِي يَوْمه، وحظ الْيَوْم فِي سَاعَته، الموقر المهيب، المؤمل، الْمُعظم، أبي النَّصْر سعد، عرفه الله بركَة سعد بن عبَادَة جده، خَال رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] ، وَأعظم بمجده، ووزيره فِي حلّه وعقده، وإجناه ثَمَرَة النَّصْر الَّذِي كناه بِهِ، وَوصل سَببه بسبيه، فَمَا النَّصْر إِلَّا من عِنْده، وأنتج لَهُ الْفَتْح الْمُبين فِي مقدمتي نَصره وعضده. لما صرف وَجه عنايته، فِي هَذِه الْبِلَاد الأندلسية، الَّتِي خلص لله انفرادها وانقطاعها، وتمحص لِأَن تكون كلمة الله الْعليا قراعها، وَصدق مصالها فِي سَبِيل الله ومصاعها، إِلَى مَا يمهد أرجاءها، ويحقق رجاها، من سلم يعْقد، وَلَا يعْدم الحزم مَعَه وَلَا يفقد، وَعَطَاء ينفذ، وَرَأى لَا يتعقب وَلَا ينْقد، وَحرب تتضمر لَهَا الْجِيَاد، وتعتقل الأسل المياد. وَكَانَ الْجَيْش روض أمله الَّذِي فِي جناه يسرح، ومرمى فكره الَّذِي عَنهُ لَا يبرح، فديوانه ديوَان أمانيه، الَّذِي تسهب فِيهِ وتسترح، اسْمَعْهُ من سياسته أوفى الحظوظ وأسفاها، وَقصر عَلَيْهِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015